أخي العزيز محمد
شكرا على مرورك وتعقيبك واسمح لي أن أبين وجهة نظري ردًّا على ما تفضلت به:
- أنا مؤمن بأن التدوير في الشعر العربي قاعدة أساسية , فما يصلح أن يكون مبنيا على قواعد شعرية لابد من تدويره.
- أنا لا أهتم بنتائج التدوير العرضية فهي ضرورية حين تعتمد أسلوبا معينا في التدوير , والبحور التي سميت مهملة هي بحور شعرية مبنية بصورة صحيحة , أما أنها لم تستخدم فهذا أمر يتبع مهارة الشعراء وذائقتهم , ومعظم هذه البحور المهملة اعتمدها عدد من شعراء العصر العباسي ونظموا عليها , وجودها لا يعني خطأ التدوير أبدا. أما الذائقة فلو أحصينا ما نظم على المتدارك الخببي في عصرنا لوجدناه يملأ كتبا بينما لانجد إلا نزرا يسيرا منه من شعر الأقدمين.
- البحور المهملة نتجت بعميلة تدوير اعتمدت على تدوير أجواء التفعيلة " وتد أو سبب " وهذا أمر طبيعي لا اعتراض عليه. ولنفترض أن التدوير عملية مشابهة للعمليات الكيمياوية:
نعلم جيدا أنه في التفاعلات الكيمياوية عندما نريد تصنيع مادة معينة ينتج عندنا نتائج عرضية وهي مقبولة كما في المثال الثالي:
لو أردنا إنتاج ملح كلوريد الكالسيوم Ca Cl2 ولم نجد مكوناته بصورة حرة فما علينا إلا أن نفاعل بين حامض الهيروكلوريك ومادة كاربونات الكالسيوم :
2HCl + CaCO3 = CaCl2 + H2O + CO2
والناتج طبعا كلوريد الكالسيوم والماء وغاز ثاني أوكسيد الكاربون , الغاز يتسرب إلى الهواء والملح يبقى مذابا في الماء وبعملية تبخير يترسب الملح المطلوب.
فهل أنكر وجود الماء وغاز ثاني أوكسيد الكاربون ؟ ولا أعترف بعملية التفاعل هذه ؟
- معنى التدوير في الشعر العربي لا ينحصر بوتد وسبب وهي صيغة من صيغ التدوير الشاملة , لكن يمكن التدوير كيفما شئت وفق قواعد معينة كمقاطع عروضية كما أوضحتها , ويمكن تدوير تفعيلات كاملة كما يمكن تدوير حتى الحروف حرفا حرفا , والنتائج كلها تصب في بحر واحد.
- أنا لم أطرح الموضوع بهذا الشكل الآن رغم أني تطرقت لبعض منه في مواضيع أخرى بدأت بسلسلة بعض البحور ومشاكلها العروضية , لأني أريد تبني قاعدة جديدة في التدوير إلا لأن الأخ الدكتور أحمد سالم اعترض على قاعدة التدوير ولم يعترف بها خاصة للتام , وأيد تدوير المجزوء , وهذا ما دفعني لطرح هذا الموضوع بل واستعارة بعض ما طرحه في فقه العروض حتى أثبت أن التدوير ممكن والشعر لابد أن يدور حتى ولو كان بحرا واحدا. والبحر الواحد يعتمد على تدوير تفعيلة واحدة.
وهذا نص قول الأخ الدكتور أحمد :
وأنا لا أعتمد الدوائر منهجا لي , ولا أعترف بما يخرج منها من أوزان لم يستعملها العرب , وقبلت اقتراح دوائر المجزوء لأنها أقل فيما يخرج منها من الأوزان الغير مستعملة , ولو جاء عروضي بدوائر لا يخرج منها أوزان مهملة فأنا أقبلها جميعا دون تحفظ
ولحد الآن أمكن تدوير التام في الدوائر الأربعة دون إنتاج بحر مهمل .. وما زلت أنتظر رأي الدكتور أحمد في ذلك.
أما دائرة المشتبه فسأعالجها فيما بعد لما تتضمنه من احتمالات كثيرة , وسوف نرى ما ينتج من مجزوء البحور.
بارك الله فيك
تحياتي وتقديري