|
"هذا فـؤاديْ وهذيْ الكأسُ والـراحُ" |
وغصنُ بانٍ مهيضُ القـدِّ ذَبـّاحُ |
في ليلةٍ للهوى كانت مواتيةً |
بمثلها موجعٌ بالحبِّ يرتاحُ |
في ليلةٍ مدن العشاق حالمةٌ |
يجول فيها غنائيّون سيّاحُ |
في ليلةٍ كان ركب الليل يتبعني |
وخلفه من ضجيج النفس صياحُ |
في ليلةٍ كنت بالمحبوب ملتحفاً |
حتى يؤذّن هذا الفجر إصباحُ |
كنا كغصنينِ قد ضما لبعضهما |
وجلدها من نفيس الطيبِ رشّاحُ |
وألهبت جذوةٌ في النفس كامنةٌ |
وداخلي نازعٌ للنار قدّاحُ |
يا من ألح علي اليوم يسألني |
بعضٌ من الوقت هذا الصمت إيضاحُ |
نلنا الذي كان مما لست أذكره |
مما يلذ وبعض القوم لمّاحُ |
وقائلٍ فإلى ما الحب في أدبي |
فقلت ما للهوى في الكون شراحُ |
كتبت من أدمعي في الحب موجعةً |
قصائد الحب لو تدرون أتراحُ |
يا عطر من أثبتت في القلب فتنتها |
مهلاً فديناك إن العطر فوّاحُ |
ماذا تريدين ماذا أنت فاعلةٌ |
ويلي من الحب إن الحب جراحُ |
إلى متى وأنا والموجُ يغمرني |
حتى متى وأنا في اليم سباحُ |
ليرحمَ اللهُ هذا القلبَ، ما بَقيتْ |
بينَ الجوانحِ غَيرُ النّارِ تجتاحُ |
قد خَلّـَـفَتْني وحيداً في أزِقّـتها |
على التـُّرابِ قَتيلُ النفسِ، نـوّاحُ |
أطارحُ الـوهمَ، والأشجانُ تُنجدُني |
وأغمضُ الجَفـنَ علّـي سوفَ أرتاحُ |
ولا أرى راحةً في الحب مدركةً |
واقرأ إذا شئت في أخبار من راحوا |
كانت ببغدادَ من أحببت فارتحلتْ |
إني على إثرها في العشق نزّاحُ |
حتى تقطعت في هذي الدنا سفراً |
وهل أنا غير من ذابوا ومن ساحوا |
من العراقِ وحتـَّى الشامِ رحلتُنا |
حيثُ الجمالُ وحيــثُ العِشقُ يَنداحُ! |
من الرّصافةِ وابنُ الجَهمِ يُنشدُنا |
عين المهاةِ وهذا الشعر فضّاحُ |
وفي الشآمِ مُنى الأيَّامِ أجَمعـُهُ |
حقٌّ لذا المَجدِ أن يُطريه مدّاحُ |
بنو أميّةَ ذاكَ السيفُ مِقْبضُهمْ |
كمْ حالَ دونَ حِيـاضِ البيتِ أرماحُ |
في الشامِ تُمسي رياحُ الوجـدِ عَاصفةً |
والناس من ألم الأنات قد طاحوا |
وفي عيونِ بَناتِ الشامِ أُغنيةٌ |
مع المساءِ كأن الناي صداحُ |
قد زرتُها وفؤاديْ كُلُّهُ طَـربٌ |
وقدْ رَحلتُ وهذا الجفنُ نَضّاحُ |
إذا نظرتَ إلى أنثى وقدْ بَرزتْ |
مالتْ إليكَ "عَناقيدٌ وتُفّاحُ" |
في جنةٍ من رياضِ الحسنِ قد جَمَعَتْ |
ما تشتهيهِ وما ترجوه أرواحُ |
وفي لسانِ بناتِ الشامِ أُحجيةٌ |
عنِ الغَرامِ وبعضُ القول إفصاحُ |
وفي التثنّي وفيْ الأعطافِ خمرتُها |
إذا نظرتَ تهادى الكاسُ والراحُ |
وفي شفاهِ بناتِ الشامِ أنسمةٌ |
جرت على الثغرِ ما مسّته أقداحُ |
واللهِ إنَّ بنات الشامِ يأسرُها |
فَـنٌّ جميلٌ مـعَ الضَحكَاتِ مَزّاحُ |
وأجعلُ الوردَ فوقَ الوردِ أْزرَعُهُ |
حتَّى يُفتّحَ إلطافٌ وإسماحٌ |
وكنتُ يوماً مع الأحلامِ منتظراً |
وكنتُ شعراً وهـذا "الشعرُ مِفتاحُ" |
إنَّ الحياةَ معانٍ بـِتُّ أنشدُها |
وبينَ نفسيْ أحاديثٌ وإِلحاحُ |
سأتركُ الدهرَ كيْ يشدو على وتَريْ |
ويسمعُ الغـيمُ إنشاديْ فيَنزاحُ |
وأستفيقُ إذا كانَ الكَرى وَطراً |
يلِذُّ عندَ بُغاةِ النومِ، طَمّاحُ |
قد تسمعينَ حروفَ الشعرِ مِنْ أدبيْ |
فما يضرُّ سماءَ الشعرِ نَبّاحُ |