|
ما ماتَتِ الأشعارُ مِنْ قَلَقِ |
|
|
بَلْ مِنْ غِيابِ الغَيْثِ وَالغَدَقِ |
إنّي رَأيتُ الشِّعرَ فاتِنَةً |
|
|
فَتطلُّ بَدرًا واسِعَ الحَدَقِ |
فَجرًا أعانِقُ طَيفَ مُلهِمَةٍ |
|
|
لَيلًا أُعاني حُلْكَةَ الغَسَقِ |
حَتّى ظَنَنتُ الشِّعرَ يَخدَعُني |
|
|
مِثلَ السَّرابِ يَلوحُ في الأفُقِ |
كَمْ سِرتُ في البَيداءِ أسألُها |
|
|
نبَشَ الرِّمالِ وَبَعْثَ مُرتَفَقِ |
إذْ جاءَني طَيفٌ يُسائِلُني |
|
|
أينَ القَصائِدُ , تَعتَلي شَفَقي ؟ |
وَأنا حَمَلتُ الشِّعرَ في سُحُبٍ |
|
|
وَهَطَلْتُ قافِيَةً عَلى الطُّرُقِ |
لا الشِّعرُ عادَ, وَلا هَما أمَلٌ |
|
|
حَتّى النَّدى لَمْ يَنجُ مِنْ عَلَقِ |
ما نَفعُ شِعري لَو جَفاهُ صَدىً |
|
|
هُوَ شَمعةٌ في ظُلمَةِ النَّفَقِ |
قالوا أُداوي النّاسَ مِنْ عِلَلٍ |
|
|
وَأنَا العَليلُ طَبيبُهمْ وَشَقي |
فَوَهبتُ ما يَقضي عَلى سَقَمٍ |
|
|
وَنَسيتُ نَفسي في دُجَى الغَرَقِ |
وَمَدَدتُني طَوقَ النَّجاةِ لَهُمْ |
|
|
وَأنا الغَريقُ بآخِرِ الرَّمَقِ |
بَينَ الثُّرَيَّا وَالثَّرى حِقَبٌ |
|
|
ما فازَ إلّا مَنبَعُ الخُلُقِ |
ما هَمَّني طَعَناتُ مَنْ غَدَروا |
|
|
لَمْ أَشْكُ يَومًا قَسوَةَ الرَّهَقِ |
لكنَّ هَمِّي هَمُّ مَنْ رَحَلوا |
|
|
فَاعتَلّتِ الأشعارُ بالأرَقِ |
فَشَكوتُ مِنْ نَفْسي إلى نَفَسي |
|
|
مِنْ زَحمَةِ الأوهامِ وَالحَرَقِ |
رَحَلَ اليَمامُ وَنَقرُهُ نَغَمٌ |
|
|
وَهَديلُهُ نَبَضٌ عَلى الوَرَقِ |
إنْ لمْ يَعُدْ مِنْ أفْقِ رِحلَتِهِ |
|
|
فالشِّعرُ ماضٍ نَحوَ مُحتَرَقِ |
وَلِعَودَتي مازِلتُ مُنتَظِرًا |
|
|
حَتَّى أُرَتِّلَ سورَةَ الفَلَقِ |