|
أهوى سناها ، وأرجو طيّبَ الأثرِ |
كلاهما في الهوى زادٌ لمعتبرِ |
رسمتُ أحلامها المُثلى مؤرّجــةً |
قــلادةً من جُمانِ الذوق والعِبَرِ |
طوبى لمن حضروا ، مرحى لمن شعروا |
في الودّ ما ذكــروا إلاّ حمى العُمري |
فاسكبْ شذاك على مرأى خرائدها |
قبّلْ رفارفها في أجملِ الصــورِ |
مرابع الفكر فيها أينعت وزهت |
كــأنّها اقتبست وحياً من القمرِ |
والآن عدنا ، أمن بُغيا لذي دلهٍ |
يفتّ من عَضُد الأنّــات والكدر ؟ |
عدْنا وليلُ الرؤى يا صاح معتكرٌ |
والذكــريات رماها البين في السحَرِ |
ماذا جنيتُ ؟ مسرّاتي مقطّعة |
ما كان يسعفها نايٌ بلا وترِ |
حتى رحلتُ تواسي الروح قافيةٌ |
جادت بغيثٍ همى من بارق الفِكَرِ |
الآن عدنا فلا تهجرْ روائحنا |
فهل ترى ما أرى لحناً بلا وترِ ؟ |
أم للغياهب تأريخٌ مضمّخةٌ |
دروبه ، بنشيج الباقلِ الأشِرِ ؟ |
ستذكر الريح والبيداء رؤيتنا |
ويستحيل هباءً كــلّ ذي ظُـفرِ ! |
ستحرق الزفرة الحرّى معاقلهم |
وكلّ كهفٍ بناهُ بائع البقرِ ! |
الآن عدنا أريجاً من محاجرنا |
دعاء منتحبٍ من دمعـــه العطِـرِ |
نزفّ للواحة الفضلى عواطرنا |
في يومِ أن أغرقت نعماؤها وطري |
في يوم أن أبصرت بالنور كوكبة |
تاقت إلى نهضةٍ تسمو مدى العُصِرِ |
هم معشر الأدباء الصيد تعرفهم |
منابر الزهو والعرفــــان والنظرِ |
هم معشرٌ شعشعت فينا مداركهم |
تزينُ أخلاقَهم أشواقُ مفتقرِ |
للمجد للفجر للإبداع ما انشرحت |
صدورهم لزمانٍ سالفٍ عطِرِ |
مباركٌ يا شباب الروح ، خالصة |
جهودكم ، أدهشت لُبّي مع البصرِ |
مباركٌ من سويدا القلب نبعثها |
من بعد عِقدٍ سخيٍّ وادعٍ نضِرِ |
هذا بياني ، فإن قصّرتُ معذرة |
وإن وفيتُ فهذا منتهى ظفري |