غافلٌ في الغروبِ بين السواترْ
ما رعاني الهوى وما كان قاهرْ
لم تثرني النساءُ في أيِّ حالٍ
فأنا المستقيم بين الدوائرْ
وانحنى ذات ليلةٍ حالُ عبْدٍ
وأدارَ الهلالَ صوتُ أساورْ
وكأنّي بديرها حرَّكتني
طرَقتْ بالشغاف أحلى المزامرْ
لامستني فلم أفقْ من نعيمٍ
أحْيَتْ الحبَّ في عروق المشاعرْ
وأرَتْني العجاب في سرِّ ليلٍ
أيها الليل لا تبح بالسرائرْ
حيثُ سرُّ الحبيب سرُّ جمالٍ
كلّما زادَ سرُّهُ كان آسِرْ
آمرٌ ناهيٌ مذيبٌ هواهُ
تحلو من ناظريهِ معنى الأوامرْ
غارقٌ في هواهُ كلُّ وجودي
وهْوَ بحرٌ إذا تمَوَّجَ ثائرْ
إنْ يثرْ موجُهُ فعنْ خصْرِ جوْعٍ
جاعَ لكنْ أجاعَ عين الكواسرْ
فتهاوَتْ بقُرْبه في عذابٍ
ما رأت مثل لحظهِ لحظ ساحرْ
شوكهُ لو طغى بوخْزٍ فطوبى
وخزَةٌ كهْرَبَتْ عجوزاً وعاقرْ
وخزةٌ أقدَحَتُ حروف الليالي
قبلها لم أكنْ من الليل شاعرْ
حسين إبراهيم