♧♧قصــةُ العطــاء♧♧
لو تعلمون وقعَ العطاءِ في قلبِ الإنسانِ المحتاجِ كم هو جميل، كم هو عند اللهِ أمرٌ جليل، سواء كان هديةً أو صدقةً أو حتى كلاما طيباً نسيمُه عليل؛ لَدمعَتْ عيناكُم لِما يخلِّفه الكثيرُ منه أوِ القليل، ولَاقْشعرَّ بدنُكم من فرطِ التأثير، ولاختلجتْ قلوبُكم في صدورِكم لروعةِ ما عمِلتُم وما نفحَهُ الكرمُ منكم عند غيرِكم من تعطير..
إنكم تُفَرِّجون كُربةً من كربِ الدنيا الفانية في كلِّ خطوة، لِيفرِّجَ اللهُ عنكمْ كربةً من كربِ الآخرةِ عند الصحوَة، إنَّكم تزيحون الضائقاتِ عن القلوبِ المهمومَةِ، وحسناتُكم مسجَّلةٌ عند اللهِ مكتوبةٌ ومعلومة، يزيح بها عنكم ضيقا كالجبال، ويصدُّ من خلالِها صاعقاتٍ كالنبال، يوم لن تنفعَكم فيه إلا أعمالكم الصالحة والحسنات..
فاعتبرونا زائرين تائهين وبفعل الخيرِ بعد الإقامةِ في هذه الدنيا نضحى لطريقِ اللهِ دالِّين مستقرين.
.
بالإعانةِ والتصدُّق والهديةِ والكلمةِ الطيبة التي تُعَدُّ أيضا صدقة، تختفي السيئاتُ، تتولدُ المحبة، تَكْثُر الدعوات، دعواتُ القلوب المتعبة لكم، ودعوات الملائكةِ، وبذلك يتم رضى الله وجزاؤه، فتتغير أحوالُ النفوسِ المرهقة، والقلوبِ العالقة، وتضحى بخيرِكم عابقة، بعد تخفيفِ المحنِ والعثرات عنها بالصدقاتِ والمساعدات..
بإحسانِكم تتيسرُ الأمورُ، ترتسم الإبتساماتُ، يصدح الفرح، وتنتشرُ السعادة في كل مكان عند هالاتِ نبضِ الإيمان وبشائرِ الإسلام..
فلْنُكثرْ من أعمالِ الخيرِ لعلَّ الله يفرِّجُ كربتَنا في يومٍ أَمرُه عسير، سواء في الدنيا أو في الآخرة..
فواللهِ ما نقص مالٌ من صدقة، فمساعدةُ الغير هو عطاءٌ لنا، هديةٌ مِنَّا إلينا، عملٌ صالحٌ وراقي، من النار سينقذنا وينجينا، ووسيلة ساميةٌ نرتقي من خلالِها إلى حيث مسارِ الصالحينَ ونهجِ المرسلين، يتصف بها فقط من أحبه الله..
فابتسموا وأنتم تتصدقون وافرحوا، وسارعوا إلى عملِ الخير ولا تتذمَّروا، واخفوا عطاءَكم وأنتم تُحسنون، فإحراج النفوسِ العفيفةِ إحراجٌ لكم قبلهم، ولها علينا احترامٌ وتعزيزٌ وتقدير.. وحاولوا أن لا تعلنوا مساعداتكم حتى لا تفقد نضارتَها وقدرَها وقيمتَها..
فبالصدقةِ سوف تفرحون وتفوزون بإذنه تعالى، ولا تنسوا أنَّ الرحمنَ الرحيم جعلها لنا موردا للفوز والنجاحِ للدخول إلى الجنة، في يوم حسابُه دقيقٌ وعظيم..
إنه الكريمُ يضاعفُها عشر مرااااااات، عشرَ مراتٍ يضاعفهاالرحمن الرحيم، وإن نويناها ولم نعملْها لظرفٍ ما فإنها تُحسبُ لنا كحسنة يخففُ بها المولى المعضلاتِ، حتى نتحرَّرَ من كِّل عملِ أثيم، ونتعطَّرَ بفعلهاِ كخيرٍ أديم، تأملوها يا غاليين..
ولكم منِّي من الحبِّ رياحين..
صباحكم فرح وسعادة
وفرج من رب العالمين..
قولوا آمين..
"لَنْ تَنَالُوا الْبِرَّ حَتَّى تُنْفِقُوا مِمَّا تُحِبُّونَ
وَمَا تُنْفِقُوا مِنْ شَيْءٍ فَإِنَّ اللَّهَ بِهِ عَلِيمٌ
(92) (آل عمران)
☆ وجمعة مباركة سعيدة ☆
☆وكل عام وأنتم بألف خير☆
#صباح تفالي