(اغتراب)
قد ينكرون
فصدقهم إذا كذبوا
بين المحبين
لا صدق ولا كَذبُ
ونحن تنكرنا
النايات .. نعزفها
ونحن تجحدنا
الأوطان.. ننتسبُ
من وحشة
قد نحب الأنس
لو كذبا
فنحن كالطفل
لم يعطف عليه أبُ
حدثت قلبي
عن الذكرى
فحدثني:
لكل جرح
إذا أدمنته
نسبُ
هذي المواجع
آباء
وليس لنا
عن طاعة الأب
عصيان ولا هربُ
وقد رأيت
بمن عقوا
حنينَهمُ للجرح
كم حار فيهم
ذلك العجبُ
منذ اغتربنا
وكف اليتم
موطننا
وليس ينكر
هذا الفضل مغتربُ
نسعى ونسعى
لعل العمر يُمهلنا
ما أكسل الفرح
والأحزان تحتطبُ
كلٌّ ينال
من الأوجاع حصتَه
لا يبخس الجرحُ
ميزانا ولا يهبُ
نحارب اليأس يأسا..
ليس ينصفنا
سيان في الموت
من ظلوا ومن هربوا
كل المسافات
لا تفضي إلى وطن
ونحن نعلم..
... لكن للمدى نثبُ
هي الأماني
وما في الوقت متسعٌ
تضيق عن حملنا
الأوقات والحقبُ
في الجب
أحلامنا البيضاء
ناظرة
لعل حبلا هنا
ألقى به التعبُ
أنفاسنا احترقت
يا طول ما احترقت
حتى لَيُشْفِقُ
من نيرانها اللهبُ
كأننا زمنٌ
ينسى مؤرخه
أحداثَه
وتناست ذكرَه الكتبُ
يا حظه ..
مَن له قلب
بلا أمل
لا الروح تلهثُ
لا الدقاتُ تنتحبُ
اللهَ .. ما أثقلَ الأحلام
يحملها
من ليس في يده
جاهٌ ولا سببُ
حازم مبروك عطية