قال لي:أنت لست امرأة,فمن المستحيل أن تتعمق امرأة في شعر المتنبي إلى هذا الحد
فقلت له:أراد رجلٌ أن يحرج المتنبي فقال له:رأيتك من بعيد فظننتكَ امراة
فرد عليه قائلا:رأيتك من بعيدٍ فظننتك رجلا
ظننت وقد رأيتك من بعيد
هصوراًجاء من مجدٍ تليدِ
وإيان اقتربتَ رأيت خودا
تخلل طبعها بعض البرودِ
فياعيناً بماء الدمع غيضي
ويانفساً بغيث الشعرِ جودي
تعالى خالقي مازادَ فضلاً
لذي التقصارِ عن ذات العقودِ
فدا ظفر النجيبةِ ألف غرٍ
تَخطى جهلهُ كل الحدودِ
نعم أنثى ولي فخرٌ بأني
ورثتُ المجدَ شأواً عن جدودي
أنزهُ هامتي عن كلّ ذل
فما أذعنتُ إلا في سجودي
وأقدمُ مارأيت الكر فخرا
وأُحجم عن منازلة الزهيدِ
فإن فاخرتني بالشعرِ جهلا
فماء الشعرِ يجري في وريدي
وإن قارعتني فأنا سعيرٌ
تلظي يستحثُ إلى مزيدِ
وإما رزتني فأنا رزانٌ
ختمت الحسنَ بالرأي السديدِ
وإن سالمتني فأنا رِهامٌ
ونبعٌ سائغٌ عذبٌ ورودي
وإن خاتلتني فأنا سراب
فمايغنيكَ وصلي عن صدودي
وبي شغفٌ إلى نبعٍ زلالٍ
فما جدواي بالماء الصريدِ