آاااهٍ يَـا "حَـلَــبْ"..
غَابَ عَنْ أَحْرُفي مَا يَبْتَغِي كَلَمِــي
بَلْ لَمْ يَغِبْ عَنْ فُؤَادِي مَا سَرَى بِدَمِي
بَغِضْـتُ دَوْماً بَيَانِي حِينَ يَرْصُدُنِـي
كَوَصْلِ نَعْـيٍ يَضُـخُّ الْهَــمَّ بِالْـقَـلَـــمِ
عَجْزي صَرِيخٌ بِحَرِّ الصَّمْتِ أَرْجفُـهُ
بِأَضْلُعِ الْحَـرْفِ يَغْلِـي غَيْرَ مُنْصَــرِمِ
مَــــاذَا أَرَدِّدُ وَالْأَقــــلَامُ مُـتْـعَــبَــــةٌ
وَصَوْتُ بَوْحِي أَنِينٌ مِنْ مَدَى السَّأَمِ
مَاذَا أَقُولُ لِمَشْـلُــولٍ بَكَـى فَخَـبَــا
ثُمَّ انْتَهَى عِنْدَ قَصْفِ الدَّارِ كَالصَّنَمِ
صَعْبٌ هُوَ البَوْحُ لَمَّـا يَنْتَهِي وَجَعاً
يُعَلْقِـمُ الْقَلْبَ وَالْأَعْمَـاقَ بِالسَّـقَــمِ
يَـفْـتَـرُّ بَـيْــنَ تَـرَاتِـيــلٍ مُـفَـحَّـمَــةٍ
وَطِفْلَـةٍ مَهْدُهَا طِينٌ عَلَى الْقُـمَــمِ
ّ
وَبَلْدَةٍ قُصِفَـتْ فَاسْـوَدَّ مَبْـسَـمُـهَــا
تَدَمَّرَتْ فَهَـوَتْ بِالْقَصْـفِ وَالْحِمَــمِ
هَذِي حُـرُوفٌ وَأََوْجَاعٌ يُتَرْجِـمُـهَــا
حِسٌّ عَمِيقٌ يُرَسِّيني عَلَـى الْـكَــدَمِ
وَنَظْــرَةٌ لَخَّصَـتْ تَنْهِـيــدَةً نَـبَـعَــتْ
أَنْفَاسُهَـا مِـنْ حَنَايَـا الـصَّـدْرِ وَالْأَلَـمِ
وَدِدْتُ لَـوْ أَحْـرُفِــي لُغْــمٌ يُـفَـجِّــرُهُ
شِعْرِي بِقَلْـبِ الْعِدَى.. سُمٌّ لِمُنْتَـقِــمِ
أَوْ أَنَّـهَــا بَـلْـسَــمٌ أََوْ أَنَّـهَــا سَـنَــدٌ
لِمَنْ رَمَتْهُـمْ يَدُ الْأَقْــدَارِ فِـي الـرُّكَــمِ
لَـوْ أَنْـقَـذَتْ أُمَّـةً رَاحَــتْ مَـعَـالِـمُـهَــا
يُزِيــلُ مَفْعُولُـهَــا حُكْـمــاً بِــلَا قِـيَــِم
حَتَّـامَ نَحْنُ نُعَانِـي الْقَتْــلَ مِنْ خُــذُمٍ
إِلَى مَتَى يَتَفَشَّـى الظُّلْـمُ فِي الظُّلَــمِ
راحَ الْأَمَانُ وَصَارَ الْرُّعْـبُ مُنْــتَـشِــراً..
حُكْمٌ تَدَنَّـى.. فَذَلَّ الشَّعْــبَ مِنْ بُهُــمِ
لِمَ اكْتَسَى الضُّعْـفُ أَعْرَابـاً فَحَقَّرَهُــمْ
تَضَاءَلـوا مِـثْـلَ أَطْـيــافٍ بِـلَا شِـيَــمِ
كَمِثْلِ أَعْجَازِ نَخْلٍ قَدْ فَضَـتْ وَخَــوَتْ
ثُمَّ انْحَنَتْ فَهَوَتْ عِنْدَ اللَّظَى الْعَجَمِـي
أَيْنَ الْحِمَى.. أَيْنَ "لَبَّيْكُمْ" وَ"لَا" وَ"بَـخٍ"
وَحَنْـحَنَـاتُ صَهِيــلٍ مِنْ ذَوِي الْهِـمَــمِ
عَجِبْـتُ كُيْــفَ يَبِيــعُ الْحُــرُّ مَوْطِـنَــهُ
وَكَيْـفَ يَضْحَى ذَلِيـلاً غَيْــرَ مُحْـتَــرَمِ
مِــنْ ذُلِّــهِ قَــدْ غَــدَا عَــبْــداً تُـسَـيِّـرُهُ
َأَيْــدٍ تَـشُـدُّ عَـلَـى كَـفَّـيْ "بَـلَا" وَ"لَــمِ"
كَـيْفَ انْتَهَى عَهْدُ أَبْطَالٍ لَنَــا عَشِقُـوا
فَاسْتَبْرَقَـتْ لَهُـمُ الْعَيْنَــانِ كَـالـسُّــدُمِ
هَاذِي "حَلَبْ"ْ دُمِّرَتْ.. مِنْ عُمْقِهَـا نَزَفَتْ
تَمَزَّقَـتْ فَاسْتَـوَتْ مِـنْ مَقْـصِــفٍ هَــرِمِ
لاَ تَأْفَلِـي يَـا "حَلَــبْ"ْ لَا تَضْعَفِــي أَبَــداً
اِسْتَحْمِلِي وَاصْبِـرِي فَالصَّبْرُ مِنْ حِكَــمِ
يَــا وَرْدَةً دُعِـسَــتْ والْـمُــرُّ يَـزْأَرُهَــا
جَمْــراً عَلَـى لَهَــبٍ مِنْ مَوْقِــدٍ عَــرِمِ
اِبْنِـي مِــنَ الْآهِ صَـرْحـاً جِـسْــرُهُ أَمَــلٌ
شُـدِّي الْحِـزَامَ فَعَـيْــنُ اللهِ لَــمْ تَـنَــمِ
صَاحُــوا بِمُعْتَصِـمٍ يَوْمـاً فَـأَعْـتَـقَـهُــمْ
وَالْيَـوْمَ شُدِّي بِحَبْـلِ اللهِ وَاعْتَصِمِــي
لِـكُــلِّ مُـنْـقَـلِـبٍ حَـتْــفٌ وَمُـنْـقَـلَــبٌ
فَاللهُ لِلْعَبْــدِ بِالْمِـرْصَــادِ فِـي الـنِّـقَــمِ
تَآمَـرُوا نَافَقُوا.. بِالْعِـرْضِ قَدْ فَتَـكُــوا
فَالْوَيْلُ وَالْوَيْلُ مَنْ يُؤْذِي حِمَى الْحَكَمِ
#صباح تفالي