|
لم يبق شيءٌ حبيبي ما كتبناهُ |
ولا خَبا خاطرٌ صدقًا سكبناهُ |
ولا التمستُ من الجوزاءِ قافيةً |
إلا أتتني ، وللإفضال مرقاهُ |
ولا تنفَّس بَوْحٌ من سريرتنا |
إلا ومن مشرقِ الفادين مَسراهُ |
تُجَانِسُ الرُّوحُ أهلَ الرُّوحِ حاملةً |
من العفاف بيانًا لسْتُ أنساهُ |
ينوبُ عنّي لمن صَحَّتْ مَقاصدُهُ |
وفادةً من مُحبٍّ جَدَّ معناهُ |
ترقُّ ، تمضي ، تنيل الوصْفَ بغيتَهُ |
تهيمُ ، ترقبُ من فجْري مراياهُ |
ولا يَحيدُ عن النُّظار واردُها |
وَفيَّةَ الذكر أنَّى سُرَّ فُصْحاهُ |
فكيف ينضب وحي الفكر يا لغتي |
ومن قصدتُ كريمٌ في سجاياهُ |
أحبَّنا مخلصًا في الله تحملهُ |
رفارفُ الحُسنِ ، فهو الطيبُ والجاهُ |
فانسابتِ النَّفحاتُ الغرُّ باسمةً |
تهوى - غداةَ ابتهاجِ الوَرْدِ - رؤياهُ |
يا مازنُ : الأمنياتُ الخُضْر حاضرةٌ |
في لبِّ حاضرةِ الحاني بمسعاهُ |
في مُقلتَيْ وَطنٍ عزَّ النَّصير لهُ |
ولامَسَتْ أعينَ الحَنَّانِ شكواهُ |
أراه بالمنحةِ الكبْرى سيكلؤهُ |
وَيَسْتعيدُ حمامُ الدَّوحِ مأواهُ |
فالياسمينُ – حنانُ الله – أخبرني |
أنَّ الرَّبيعَ دنى ، والغيثُ حَيَّاهُ |
وليرحم اللهُ مَن غابوا فما لحقوا |
أنشودة الشامِ ، أو مَجْدًا صنعْناهُ |
هو الزَّمانُ متى أضناكَ مذهبُهُ |
لاحت أطايبُهُ ، غنَّى مُحيَّاهُ |
واليوم قلبك شادٍ في معارجهِ |
نال الحبور رقيقًا إذ رقبناهُ |
معانقًا بالضحى طابتْ مواردُهُ |
وقد أتتْه " ضحى " بالفَوزِ أقصاهُ |
طوبى لكم ، ولها في كلِّ آونةٍ |
من النَّجاحِ الذي للنور معناهُ |
شِعرًا على ذكر ينبوع الهدى كرَمًا |
عبيرُه في المدى تزكو سجاياهُ |
ربَّاهُ صل عليه دائمًا أبدًا |
والآلِ والصَّحب أنَّى لاح ذكراهُ |
وبارك السعي ممن جاد خاطرها |
بكل حرف جمال القصد أوحاه |