أنتِ
قمَّةُ الحُسْن أنتِ فيكِ تَجلَّتْ.........أنتِ أَطْفأْتِ ضجَّةَ الأنْداد
كلما جئْتِ أنتِ زعْزَعْتِ حتَّى..منْ له في الطباع طبعُ الجماد
كُلَّما قلْتِ كان قوْلُكِ شدْوًا .........سَاحرًا فاقَ أعذبَ الإنشاد
مُلئ الدهرُ بالنجوم و لكنْ..........أنتِ نجمٌ في غاية الاتِّقاد
يا لها من نقاوةٍ و ابتسام............و شباب و رقَّةٍ و رَشاد
يا لها منْ رشاقةٍ في قوامٍ.............مثل غصْنٍ مقوَّم ميَّاد
قرّبيني يا وردتي منكِ جدًّا...........و تَلقَّيْ مني نَقيَّ الوداد
إنني قد رأيتُ فيك سَلامي......وهنائي و بهْجتي واعْتمادي
أنقذيني منْ عالم ضاق فيه ........الحرُّ ذرْعًا بكثرة الأحقاد
أنْصفيني فقَدْ تعرَّضْتُ للظلْم..........من الكاذبين و الحسَّاد
إنني تائهٌ فكوني دليلي.........كيْ تسيرَ الأمورُ وفْقَ السَّداد
أَخْرجيني منْ وحْدتي وظلامي..ورُكودي إلى المدى المتمادي
خَلّصيني منْ كلِّ قيدٍ فإني....لا أرى في القيود غيرَ اضطهاد
خُلقَ الطيرُ كيْ يعيشَ بعيدًا....عنْ حَياة الترهيب و الأصفاد
وادفعيني إلى الأمام وشُدِّي...من طموحي وقوّتي واجْتهادي
وامْنحيني الصُّمودَ حتَّى تريْني..في جَميع الظروف كالأطْواد
زادَ شكِّي عنْ حدِّه فاطْرديه.......فحياةُ السُّكونِ في الاعتقاد
تَعْتريني خواطرٌ فاجْعليها..............كلَّ وقْتٍ جميلةَ الأبراد
إنَّ جرْحي مازال يَنْزف نزْفا......أدركيني فأنتِ خيرُ الضّماد
أسْعديني فالحزْنُ أتعبني جدًّا............و أني أحقُّ بالإسعاد
واسكبي الدفْءَ في حياتي فإنَّ..الدفءَ زادُ القلوب و الأكباد
كلّ ليلٍ أَودُّ منكِ سماعَ..............الحكْي حتى أنامَ كالأولاد
أبتغي أن أراكِ دومًا بِجنْبي..........لتظلِّي للحزن بالمرصاد
زوِّديني بكل شيْءٍ فإنِّي..........ذو احْتياج إلى جَميع العَتاد
مَتِّعيني فالعمْرُ فانٍ و ما منْ..........مُتْعةٍ في الفناء للأفراد
في يديْكِ الجميلتين مُرادي..........و أنا لا أريد غيرَ مرادي
وحرامٌ عليك أن تحْرميني.....منه حتى لا تَسْحقي لي فؤادي