كم قد مضى علينا ونحن في هذا المكان، عشر سنين كاملة من الزّمان، تغيّرت الدّنيا من حولنا وما تبدّل شيء في واقعنا، أنا وأنتِ وهذا الكرسيّ الخشبيّ، والبحر الّذي يقابلنا، بطالة بعد التّخرّج، ثم وظيفة بسيطة، لم أمتلك شقّة لتلبية شرط أمّك، ولا جمعت مالا يكفيني لدفع مهرك، أمسكنا بزمام الصّبر طويلا، وأخشى أن يفلت الحبل الّذي قد تفتّت من يدينا، ونقع في المحظور، سحب ذراعا كان قد طوّقها بها منذ أن جلسا، قامت وقام، وبقي الكرسيّ الخشبيّ يقابل البحر.