|
أَرِحْ فؤادَكَ ، عَانِقْ رَائقَ الأمَلِ |
واسْتَمْطِرِ الصَّفْوَ أشواقًا بلا كلَلِ |
دَعِ الرِّكابَ ، سَخَيًّا في مَشَاعِرهِ |
طُفْ بالجِنانِ خُلودًا باهِرَ الظُّلَلِ |
لا تَنْسَ أنَّك رَغْمَ البَيْنِ ، يَرقُبُنا |
مِدادُ مَبْناهُ ، مَحْمولاً على المُقَلِ |
تُرْخي الموَدَّاتِ ، لم تعْبَأ بنازلةٍ |
تبوحُ بالبِشْرِ شَلاَّلاً بلا أجَلِ |
لحِدَّ أنْ غَمَرَتْ نجْواكَ أفئدةً |
تُهدي الأماليَ لم تقْصرْ ولمْ تُطِلِ |
فَانشُدْ ، وَرَتَّلْ ، وشَنِّفْ ذوقَ مَن حَضَروا |
يُعانِقُونَ غَزيرَ الشَّوقِ والمُثِلِ |
وَاذكرْ حَبائبَ قَلْبٍ مِنْكَ سابقةٌ |
لهُمْ عُيونُ الوَفَا ، في أجملِ الحُلَلِ |
أبَا وَفاءٍ : صِفِ الأحوالَ في دَعَةً |
وَكيفَ كانَ الهَوى مَعْ صَفوةِ المِلَلِ |
وَهَلْ رأيتَ مَقامَ الشُّكر إذ طربَتْ |
به المَعاني حيالَ الصَّحْبِ والأهَلِ؟ |
أما أنِسْتَ ، فَـــآوَتْكُمْ زَوَاهرُهُ |
لقاءُ مُبتَهَجٍ بالنُّورِ مُتصلِ؟ |
وَهَلْ نقَشْتَ على بَنْدِ الذُّرى لُمَعًا |
يَشْتاقُها الأُدَبا في المَوْقِفِ الجَلَلِ؟ |
في زَحْمةِ الأُنسِ حيثُ الآسُ مُنتَظَرٌ |
وُمُلتَقى الأرْيِ مَغْذوٌّ بلا عَمَلِ |
أَمَا حَمَلْتَ طيوبًا قرْبَ أربُعِ مَنْ |
جادوا ، فهامَ قصيدُ السَّبْقِ بالقُبَلِ؟ |
وَهَلْ نظرْتَ رَحيقًا كنتَ تسكبُهُ |
إلى ظلالِ الأماني حالَ مُبتهلِ؟ |
فانهضْ - فديتُكَ - ذهنُ الكونِ مُستمعٌ |
نشيجَ ذكــــــراكَ ، مُرتادًا حِمى الغَزَلِ |
وَانهضْ - حَنانيْك - فالماضي أهابَ بنا |
كمُغْرمٍ - في نواحي الليلِ - مُنذَهلِ |
أطرَبْتَ يا ما مَداراتٍ وأرْوقَةً |
لِجَرْسِ مَرْقاك دانتْ أروعُ الجُمَلِ |
وَاليوم زفَّتْكَ للتَّأريخِ أغنيةٌ |
تَتْلو الحَناجرُ ريّاهـــا مَعَ الحَجَلِ |
وَاليومَ مَن فَقَدَ الأُلاّفَ يَندبُهُ |
صَوْتُ الدُّروبِ : تذكَّرْ نايَهُ وَصِلِ |
لا لنْ نَقولَ وَداعًا فَهْي خالدةٌ |
بك الأكاليلُ حِسًّا غيرَ مُنتقلِ |
هيَ العزاءُ لمن يهواكَ خاطرُهُ |
وما تَناسَى حَفيفَ المُخْلصِ البَطلِ |
أَبَا وَفاءٍ هلِ " الشلاّلُ " مُنحَسِرٌ |
وَقدْ نعتْكَ رَواقينا على عجَلِ؟ |
وَهل لنا لقيةٌ في ظلِّ غاديةٍ |
أمِ الزَّمانُ بعيدُ النَّوْلِ لم يَزلِ؟ |
فَالحزْنُ لفَّ قَوافينا يُسابقهُ |
فيضُ الدُّموعِ ، وذكرى عنْكَ لم تَحُلِ |
والسَّاهرونَ مَعَ النُّدَّامِ أرَّقَهم |
نَواحُ قُمْريَّةٍ في لوعةِ السُّبُلِ |
وَمَنطقُ الآهِ مولوهٌ يُراجُعهُ |
جَمْرُ التَّنائي ، وَهَجْرٌ سَامقُ الأسَلِ |
هاتيك هِيْ حِوَلُ الأيَّامِ يا رجلاً |
تاقتْ إلى وصْلِهِ وَمْضَاتُ مُرتجِلِ |
ناجيتُ روحَكَ فكْرًا مَسَّ أخيُلتي |
دُرْ بي بدربكَ ، وانزعْ لحظةً ذُهُلي |
مِنْ قِصَّةٍ كنتَ تحكيها ، فتبهرُنا |
أفكارُ مُنتَبهٍ ، بالسَّرْدِ مُنشغلِ |
سِرْ بي أليفًا بسرْبِ النَّثرِ ذا لغةٍ |
سَقيْتَها زَمنًا من واردِ العسَلِ |
أو عَتِّقِ الوَصْفَ بالجوريِّ مُقتفيًا |
بهاءَ أهلِ النُّهى في واحتي ، وَطُلِ |
يَشتمُّها في نواحي الشَّوقِ زائرُنا |
وينتخي باسمِها وجدانُ ذي عِللِ |
تلك " المجاميعُ " أشتاتٌ مواهبُها |
درَّتْ مذاهبُها ، دارتْ على النُّزُلِ |
جاهًا ، وحسْنًا ، وآفاقًا مهذَّبَةً |
حَرْفًا فحرْفًا تناجينا على مَهَل |
تميسُ فيها من الألوانِ مَنزلةٌ |
وفيْءُ مَكرمـــــــــةٍ نادتْكَ يا أملي |
فاهنأ بسعْيكَ فالفردوسُ باسمةٌ |
لمَّا حللتَ مَغَانيها معَ الرُّسِلِ |
واهنأْ بصُحْبةِ أحبابِ السَّنا ترفًا |
والأصْدقاءِ ، بقاءً غيرَ مُكتَهلِ |
دَعِ الأحاسيسَ تروي كلَّ حَادثةٍ |
عن العِراقِ ، وأجبالٍ من الغيَلِ |
عن الفراتِ وقد غصَّت مساربُهُ |
دمعًا ، وحزنًا ، وَوَهْمًا قُــــدَّ من حيَلِ |
عن أمَّةِ الضَّاد ، عن أيَّامِ نكستِها |
حتَّى تداركَها رَبّي على عَجَلِ |
عَليكَ قَلبي سَلامُ العُمْرِ تحملُهُ |
أحلى الرَّياحينِ ، فاخلدْ طيَّبَ الحُللِ |
حُلوُ الأماني مَنايا الدَّهْرِ تعشَقُها |
وَيُسْتطابُ الغِنى بالسَّيفِ لا الوَجَلِ |