|
يـــا مُنْـضِـيًـا خَـيْــلَ الـقـريــضِ عِـتـاقــا |
أوْطــأتَـها ســــبــــلَ الــــعَــــلاء بُــــرَاقــــا |
يا فرقدًا أنَّى اهتديـتَ إلـى الثـرى |
حتـى شققـتَ إلـى القلـوب نِطـاقـا |
يــا أيـهــا الـشِّـعـرُ المُـكـلَّـلُ بالـسُّـهـا |
ومُــطَوِّقًا جِـــيْــــدَ الــمَــهـــا أطــــواقــــا |
أنَّـــــى جـمــعــتَ سـهــولــة، وجـــزالـــة |
وفصاحة، وبــــلاغـــــة، وســـيـــاقــــا |
هـــــذا نـســيــبٌ كـالـنـسـيـم تـرقْــرُقًــا |
يسبي العقـولَ، ويخلـب الأذواقـا |
إنِّــي لأطْـعَـمُ شَـهْـدَهُ فـــي خـاطــري |
أحـلـى وأعــذب مــا يـكــونُ مـذاقــا |
مِـنْ شـاعـرٍ سَـلِـسَ القصـيـدُ بكَـفِّـهِ |
حـتــى تـفـجَّـرَ فـــي الـمــدى رقـراقــا |
مِـــــنْ مــالـــكٍ رِقَّ الـمـعـانــيْ كـلّــمــا |
فـلـتـتــتْ أقــــــامَ نـظـامَــهــا فـانـســاقــا |
هــــــو شـــاهـــدٌ أن الأخـــيــــرَ زمـــانــــه |
إن شــاء كــان لـمـن مـضـى سَبَّـاقـا |
فاهـنـأ بشـعـرٍ جـــاء واحِـــدَ نـسْـجِـه |
وقَـــرِيـــعَ أعـــصـــارٍ ســـمـــا عــمــلاقـــا |
تلك القصيدةُ فـي القصيـدِ منـارةٌ |
كالنجـم تهـدي الحائـرَ المشتـاقـا |
مـا زلــتُ أنشِـدُهـا وأنـسـجُ حولَـهـا |
نـسـجًـا أحـــاولُ مـنــه مـــا قـــد راقـــا |
بقـصـيـدةٍ مــــا زلــــتُ أُسْــــدِيْ تــــارةً |
مــنــهـــا وأُلْـــحِــــمُ، أرتـــــــقُ الأفــتـــاقـــا |
أودعــتُــهــا لــحــنًـــا أغَـــــــرَّ مُــحَــجَّـــلاً |
مِنْ وحْيِ موسـيـقـاكـمُ اسـتـرفـاقـا |
ولـقــد يَـظُــنُّ بــهــا الـلـئـيـمُ تـحـذلـقـا |
ولقد تُـــــظَــــــنُّ تـــزلُّــــفًــــا ونـــفــــاقــــا |
وأنــا الـغـنـيُّ عـــن الـظـنـون وإثـمِـهـا |
جـمَّــلــتُ نــفــســيْ هـــمَّـــةً وخَـــلاقـــا |
لـكـنــمــا هِـــــــيَ مِـــدْحَــــةٌ مــحــمـــودةٌ |
جـــاشَ الـوِفــاقُ بـهــا فـجــاء وِفَــاقــا |
حَلَّـتْ بسـاحـةِ مـاجـدٍ ذيْ سُــؤدَدٍ |
أحـيــا مَـــوَاتَ الـشِّـعــرِ حــتــى فــاقــا |
فــاعــذرْ أخــــاكَ إذا تـعــثَّــرَ جَــدُّهـــا |
أو قصَّرَتْ عن مجدِكَ استحقاقا |
واقــبــلْ محـاسـنَـهـا عــلـــى عِـلاَّتِــهــا |
واغفرْ لــــهـــــا زلاَّتِــــهـــــا إشـــفـــاقــــا |
فـلأنــتَ بَـــدْرُ الـشِّـعـرِ فـــي علـيـائـه |
وأنــــــا هــــــلالٌ مــــــا يـــــــزالُ مُــحــاقـــا |
لا زلـتَ يــا شـيـخَ القصـيـدِ مُنَعَّـمَـا |
بالخير، مِـعْــطــاءً، حَـــيًــــا دَفَّـــاقــــا |