|
تَغيَّرَ العِطرُ ، لا الأيَّامُ أيَّامُ |
وَلمْ تَعُدْ تُسعِفُ الأرماقَ أحلامُ |
وَحَوْبَتي نَكَثتْ غَزْلَ العهودِ وكم |
يُصادرُ الجُرحُ قلبي وَهْوَ يَلتامُ |
وَأدبرتْ عن ليالي الوَرد موحشةً |
أحلى البدورِ ، فهلْ للصبحِ أكمامُ؟ |
وَغرّبتْ لُغةُ المَسْعى سَعادَتُها |
فما تبقَّى لهم وَعْدٌ ، وإلهامُ |
لمَّا أساؤوا بنا ظنًّا ، فما ربحوا |
غيرَ الدُّموع ، وَفي ظلِّ الأنا ناموا |
والشِّعرُ إنْ راعَهُ ضَيْمٌ تَملَّكني |
يَجُبُّ داءَ السَّوافي وَهْوَ بَسَّامُ |
والشِّعرُ إنْ مَسَّه ضيمٌ فلا حذرٌ |
يقي المزاعمَ ، والدُّنيا ، ومن لاموا |
شَوقي يُراجعني ، والليلُ أدمُعُهُ |
تجثو على طُرُقاتي فهيَ أنسامُ |
لكنَّني – وافتقارُ الروح يسبقُني – |
وَعُدَّتي في النّوى بَوْحٌ ، وأنغامُ |
صنعتُ من عَبقِ الإخلاصِ منزلتي |
كي لا يقولَ الضُّحى آذَتْهُ أوهامُ |
أثَّلْتُ من مَطر الإيثار رابيَتي |
وَما نَسيتُ الألى في ذَوْقهم هاموا |
وَغَيْرتي من أصول النُّور زاهرةٌ |
طوبى لمن في الهوى عن غيرِنا صاموا |
مَددْتُ بالحُسْنِ للرَّوضِ الأريضِ يَدًا |
فراحَ يرشفُ من فُصْحاهُ إلهامُ |
فهلْ عسيتَ بأنْ تخبو لوامعُنا |
أو أنْ يُحرَّقَ سِفْرَ الرَّاحِ نُدَّامُ؟ |
لا والذي تجمع الأخلال جنّتهُ |
عزائمي زفَّها للأفقِ إقدامُ |
فأصبر عليَّ فما أبصرتَ من غضبي |
شيئًا ، ولا عتبي أروته أقلامُ |
غدًا يجنُّ جنونُ اللوم يحمله |
إليك ظلي ، وتطوي الوصف أجرامُ |