بيان رقم 1
رجس الحبيبات في الأوداج ضوضائي = سأرفع الآن من صمتي ، و إصغائي
شخصتُ بالشعر أغراضاً معقدةً = طينية الصوت ، لكن الصدى مائي
و خضتُ في بضع آلامٍ مطولةٍ = تخفي خناجرها الجوعى بأشيائي
في كل يوم لها شكل ، و منزلة = كأن مذهبها في الحب صنعائي
###
فعِّلْ مهمتكَ المثلى ، فلا ثمر = للشعر ، منحدراً من ذيل صحراءِ
و اكتب تجرؤك الأقوى على صيغ = لا تصلح اليوم معراجاً لإسراء
لوحاتك استهلكت ألوانها ، و غدت = مصفوفة ، من هراء الحاء و الباء
###
أضحت إعادات إنتاج الصدى عبثاً = قاموسها الفج سطحيٌّ ، و غوغائي
في بوحها لغة الإطناب باهتة = نفس الصياغات ، و المعنى سُفِسْطائي
###
أقسى الذي في شقاء العصر هيئته = ما زال في همهمات قيد إغماء
دعنا و ذا الألم المعتاد يا وجعي = نستهجن الصيغة البلهاء للداء
خذ باقتراحي ، و جدد فيك ملتمساً = يا داء من علل في ظلك النائي
حدث أكف الردى من فك قسوتها = و ابدأ بداءٍ يسمى ( يومكم جائي ) !
###
هذي مفاوضة الأنداء تكتبني = عنقود ضوء بمحمولات إيحائي
فالشعر تجربة روحية برعتْ = بالوجد في سبر أغوار و أجواء
لم يغبط الخلقَ في شيء مُصَوِّرُنا = إلا على كونهم أرباب إغواء
بالشعر كم قرؤوا ما بعد رؤيتهم = هل أُنزِل الذكرُ إلا خشية الرائي ؟!
###
أرجوك يا شَرَيَان المخ خذ نفَسَا = جدا عميقا ، و كن ينبوع أنداء
كُفْ لو سمحتَ عن استنفار أوردتي = و اترك دماغي قليلا دون إجراء
رأسي كمطحنةٍ ، و الضغط مرتفعٌ = ألا تخاف انبعاجاتٍ لأحشائي
كم فجروا ها هنا أوضاعنا ، و مضوا = فلا تفجِّرْ بقايا بعض أشلائي
و اسمع ، سأكتب فيك الآن رائعةً = شعرا من القلب ممهوراً بإهدائي
لكنْ إذا تيَّمَتْ عينيك مفردةٌ = من أبجديات وهجي ، كن كأبنائي
ادخل من الآن ، هذا الأفق دهشتنا = و اظفر بغانيةٍ في الحرف حوراء
حتماً سيصلبك المعنى على قَمَرٍ = أو تستجيب لما ترجوه أرجائي !
###
أهدي إلى العم عيسى نصف أدويتي = في كل قرص صداعٍ نصفَ إعياء
محمد نعمان الحكيمي
20 فيراير 2017