نامت نوما مضطربا متقطعا ارهق جسمها المتعب بدل اراحته ، زاد من قلقها وتوجسها بدل ازالته
ظلت ترقب الصباح في خوف آملة ان يطول الليل فلا ينتهي
استيقظت منزعجة من الضوء الاصفر الفاقع لونه الذي طالما ازعج عينيها
حزمت حقائبها المثقلة بالدفاتر وبعض الروايات الفرنسية وحقيبة خصصتها للملابس
ركبت القطار تاركة قلبها ، نبضها ذكرياتها الجميلة بمراكش
اخذت تقرأ رواية كانت قد اقتنها لعلها تجد بين صفحاتها الصفراء القديمة مايشغل فكرها ويبعده عن الواقع المر التفتت يمنة ويسرة فوجدت الكل منهمكا في عالمه الخاص محملا بهاتفه الذي قلما يفارق يده. سيدة اجنبية شكلت الاستثناء مظهرها بسيط وجهها يوحي بالحكمة والوقار متجردة من كل زينة سوى كتابها الذي لم تفارقه منذ بداية الرحلة ..
اما هي فصارت تقرأ كتابها تارة وتتصفح هاتفها تارة اخرى ذاك الجهاز الذي اضحى صديقها الوحيد منذ ان تركت مدينتها ..
فجأة انطفأ الهاتف ، نفذ شحنه .. اختنقت فجأة تغيرت سحنة وجهها و هاج بحر احزانها .. حتى فاضت عيونها بعبرات لم تستطع ان تكتمها حاولت ان تخفيها باي ثمن خوفا من ان ترصدها عيون ابيها القلقة ...
اليست المناظر جميلة هنا!! هكذا قالت في نفسها وهي تحاول ان تتناسى .. شغلت الراديو لتنصت لشيء، اي شيء قد يوقف صخب افكارها لكنه لم يشتغل .. وظلت افكارها الصاخبة طاغية على فكرها . نظرت فجأة للنافذة الزجاجية المبللة بقطرات المطر التي صارت تنسكب فوقها كالعبرات
ظلت تتأملها نصف ساعة او اكثر ..
اشاحت ناظرها عن النافذة لمدة دقيقة ثم عادت لتحذق بهاا .. لقد اختفت العبرات !! قالت وهي مندهشة اليس بعد الكدر يصفو الجو وبعد الظلام يشع النور تفائلي اذن . .. هكذا تسرب الى قلبها بصيص امل ..
صارت تتأمل ابداع الخالق لعلها تجد فيه مايمنحها مزيدا من الامل وفجأة رأت اجمل لوحة طبيعية قد رأتها عيناها .. السماء وقد انزاحت عنها السحب الداكنة .. فأنها كانت ملثمة فلما ازاحت لثامها اظهرت للناظر جمالها الذي يخلب الالباب ويخطف الانفاس ...
نهاية الرحلة نزلت من القطار بروح جديدة عازمة كل العزم ان تنطلق من جديد بأمل وقوة .. وان تعود لهوايتها القديمة فترسم المناظر الطبيعية الخلابة .. وخصوصا تلك التي تذكرها بمدينتها مدينة النخيل.. النخيل!! قالت في نفسها .. حسنا سيكون النخل اول ماارسمه بإذن الله :)