متاهةٌ عينُها بالغيبِ تتّصلُ
يَهْماءُ حتّى غَدَتْ بالضيْقِ تكْتحلُ ! 1
عينُ العذارى كما الدُّنيا بها شَبَهٌ
حَوَتْ لها أمماً ضاقتْ بها السُّبلُ
رميتُ صنّارتي بحراً أرومُ بهِ
صَيدَ الهوى فإذا مِن صَيدهِ العَذَلُ
يا عاذلي , لوْعتي قد لم تكن حَدَثاً
أحْفورةُ الحبِّ في تاريخِنا الأوَلُ
في كلِّ سِفْرِ هوىً بالدمعِ أُثْبِتهُ
أرى دلائلَ مَن بالأمسِ قد رحلوا !
مؤقَ النهارِ جوىً مُسْتمْسِكٌ خَلَدي
و دمعةٌ بلحاظِ الليلِ تنْهملُ
للعاشقين سماءٌ غيثُها أملٌ
و زرْعُها ألمٌ من طِبّهِ الأجلُ !
سَبَتْ عيونُ العذارى كلَّ ناصيةٍ
و عِتقُها كُفرُها في أنّها رَجُلُ
جَرَتْ دموعُ الحيارى كلَّ ناحيةٍ
و كفُّها ظنُّها في أنّها مُقَلُ
1: يهماء : الواسعة الممتدة التي لا نهاية لها .