خَـفِّـضْ جَـبِـيـنَـكَ يَـا فَـــــــتَى
مَـا عَـاشَ غَـيْـرُ الـخَافِـضِيـنْ
و ارْكُـلْ بِـرِجْـلِــكَ عِـــــــزَّةً
لَـمْ تُـجْدِ فِـي زَمَـنِ الجُـنُـونْ
و لَـئِـنْ أَرَدْتَ الـعَـيْـشَ يَــوْ
مـاً جِـدْهُ فِي خَفْـضِ الجَبـينْ
عِـشْ بِالْـهَـوَانِ عَـلَى المَدَى
فَالـعَـيْـشُ عَـيْـشُ الخَـامِلِـيـنْ
و كَـذَا الـمَــبَـادِئَ نَـحِّــــــهَـا
و ارْتـعْ بِـحَـقْـلِ الـرَّاتِـعِـيـــنْ
و ضَـعِ اللِّـسَــانَ بِـجُـــحْـرِهِ
فَـلَـقَـدْ يَـجُـرُّكَ لِـلْـمَـنُـــونْ
بَــرِّرْ هَـــــــوَانَــكَ يَـا فَــتَى
و الْـعَـنْ بِـهِ الـزَّمَـنَ الحَرونْ
كُلْ مِـنْ فُـتَاتِ القَـوْمِ واشْـــ
كُـرْ نِـعْـمَـةَ الـوَالِي الْحَـنُـونْ
دُنْــيَـا فَـكُـنْ فِـيهَا الـــــحَــرِ
يِصَ وبِالْحَـيَاةِ كُنِ الضَّـنِـينْ
لا تَــــتَّــبِـعْ أهْــواءَ مَــنْ
يَـحْـيـا بــوَهْــمِ الـغَـابِــرِينْ
مِـنْ عِـــــــزَّة و كَــرَامَـــةٍ
و ضَـمِيـرُِنَـا بِـئْسَ القَرِيـنْ
و الْـعَـبْ عَـلَى كُـلِّ الـحِـبـا
لِ وَ كُنْ بِـحَـفْـلِ الـرَّاقِـصِـينْ
فالْعَـيْـشُ فِي كَـنَـفِ الـحُـوا
ةِ مَـعَ الـغُـفَـاةِ الـلاهِــثــيـنْ
لا تَـرْفَـعِ الـرَّأْسَ الـذَّمِــــيــ
ـمَ فَـسَـيْـفُـهُـمْ يَطْـوي المَئِـينْ
وَ قَضَـاؤُهُـمْ أمْـضَىَ هَـــوَىً
لا يَـرْتَـجِـي رَبَـــاً و دِيِــــــنْ
إعْـلامُـهُـمْ عُــــمَـلاؤُهُـــــمْ
قَـدْ فَـاقَ سِـحْـرَ الـنَّـافِـثِـيــنْ
فَـالـسِّحْـرُ فِـــيـهِ مُـحَـــقَّـــرٌ
والـقَـوْمُ فِـي سُـكْـرِ الأُفُـونْ
أمَـا الـلِّحَى فَـلَـقَــدْ تَـهَـاوَتْ
تَـحْـتَ أَوْهَــامِ الـظُّــئــــونْ
و عَـمَائِـمٌ بِـيـعَـتْ بِـبَخْــسٍ
و ارْتَـضَـتْ عَـيْـشَـاً مَهِـيـنْ
فِـرْعَوْنُ يَـالَـكَ مِــــنْ بَـئِـيـ
ــسٍ فِـي زَمَـانِ الـخَـائِـنِـيـنْ
هَـــامَـانُ تَـــبَّــاً أَنْـتَ غِــــرٌ
فِــي بَـــــلاطِ الـــوَازِرِيـــنْ
إبْـلِيسُ فَـلْـتَـسْـحَبْ جُــــنُـو
دَكَ قَــدْ كَـفَـاكَ الـمَاكِـرونْ
مَـاذَا لَـدَيْـك تَـفُــوقُـــــــنــا
غَــدْرٌ جَـمَـعْـنَـا الـغَـادِريِــنْ
خُبْثٌ فَمَا فِي الأَرْضِ أَخْـــ
بَـــثَ عِـمَــالَةِ حَـاكِــمِيــنْ
رِجْـــــسٌ لأَنْــتَ مُطَـهَّـــرٌ
إِنْ قِـيسَ رِجْسُكَ بِالْخَـؤُونْ
و دِمَـاؤنَـا كـالـمَـاءِ تَـجْـ
ـري لَمْ تَعُـدْ تُشْجِي الحَزِينْ
أعْـرَاضُـنَـا ديـسَـت عِتـيـا
نَـاً فِـي مَـراحِ الـلاعِـبِــيــنْ
أمْـوالـنـا سُـحْـتٌ و حَـــرْ
بٌ مِــنْ إلــه الــعـالـمــيـنْ
تِــلْـكَ الـسُّـجُـــونُ دِيَـارُنَـا
فَالحُـرُّ فِـي بَـطْنِ الـسُّـجُـونْ
وكَـذَا المَـقَـابِـرُ قَـدْ بَـكَـتْ
فِـي اللَّـيْـلِ قَـتْـلَ السَّاجِـدِيـن
إبْـلـيـــــــسُ أنْـتَ مُـبـــرَّؤٌ
فـي ظــلِّ فُـجْـرِ الحَاكِـمِــينْ
عُـــذْراً أمِـيـرَ الـشــرِّ قَــد
فُـقْـنَـاكَ فِـي السَّـبْـقِ المُبِـينْ
تِـلْـكُـمْ حَـــقِـيـقَـةُ حَـــــالِـنَـا
والكَـوْنُ قَـدْ أعْـمَى العُـيُـونْ
مَـا طَـابَ عَـيْشُ الحُر يَوْماً
في رُضُوخِ الْـخَاضِـعِــــيــنْ
كُـنْ يَـا فَـتَى بِـالـعِزِّ فَـــجْـ
ــراً فِـي سَـوادِ الـظَّـالـمِـيـنْ
وانْـشُـدْ خُـلـوداً سَـرْمَـدِيـ
ــاً شَـامِـخـا دُنْـيـا و دِيـــنْ
وارْفَـع جَـبِـيـنَـكَ يَـا فَـتَى
مَـا عَـادَ وَقْــتُ الـخَـانِـعِـيـنْ