رَبـِيعَ الْـرُّوحِ يَا حُـلـــوَ الْـمَـذاقِ
ويَا سِـحْـراً تَـرَنَّـمَ بِـالْــــــوِفَـاقِ
ويـا نـَـــــسَـماتِ ظِـلٍ فـي هَـجِـيرٍ
تَـنَـفَّـسَهُ الـنُّـفُوسُ لَدَى انْعِتَاقِ
أَتَـذْكُـرُنِي وتَـذْكُـرُ ظِـلَّ أيْـــــــكِـي
و أيَّـامـاً قَـضَـــــــــــيْـنَـا باتِّـسَـاقِ
أمَ انَّـكَ لَـوْ تَـرَانِي فِي ارْتِـكَـاسِي
سَـــــــتُـنْـكِرُنِي عَـلَى كُلِّ الآفَــاقِ
أََيَـاقَـلْبِي وقَدعِـشْـنَا الرِّضَا عِشْقا
نُـسَـــــامِـرُهُ بِـحُـبٍ سَـاِمـق راقِ
وكُـلُّ الكَـوْنِ يَـشْـدُو مِنْ تَـنَاغُمِنَا
بِـأَطْـيَـــارٍ و أَنـغَـامٍٍ وَ أَشْـــــوَاقِ
فَـلا دَخَـلٌ ولاغُـبْـنٌ يُـــــــرَوِّعُـنَـا
بِـلا هَــمٍ مِـــــــنَ الأَوْهَـامِ أَفَّــاقِ
أتَـعْـرفُـــــنـي إِذِ الأَحْـداثُ دَاوِيَـةٌ
أَتُـنْـكِـرُنِي و تُــنْـكِـرُ لَوْنَ أَخْلاقِي
أمَ انَّـكَ إذْ تَـراني اليَّـوْمَ فِي وَهَنِي
سَـتَـنْـــــعَاني وتَبْـكِـيِـني بِـإشْـفَاقِ
أنا المَهْـزُوم فِي الْمِـرْآَةِ أَكْـرَهُـهَا
فَـقَـدْ سَـقَـطَــتْ لَدَيْـهَا كُلُّ أَوْرَاقِي
أُلَمْـلِـمُهَـا تُـبَـــعْـثِرُنِي وأسْــتُرُها
فَتَكْشِفُ عَنْ مَدَىَ ضَعْـفِي وَإِخْفَاقِي
أنا المَجْرُوحُ يا نَـفْسِي لَـدَى نَفْسِي
فَـــــــــرُدِّيـنِي وفُـكِّي قَــيْدَ أَوْثَــاقِي
مَـتَىَ أَصْـفُوُ كَــمَاءِ الكَأْسِ فَي أَلَـقٍ
بِـلا كَـــــــدَرٍ بِـلا شَـوْبٍ لأعْـماقي
مَـتَى أرْنُـوُ فَلا أَخْـشَىَ مُعَاتَـبَــــتِي
وتَـعْـلُو فَـــوْقَ كُلِّ النَّـاسِ أَحْدَاقِي
مَتَى تَخْـبُو عُيُونُ النَّاسِ فِي نَظَرِي
وأَفْـعَـالِي أُصَـفِّــــــــيِـهَـا لِخَـلَّاقِي
أَيَـا نَـفْسِي خَـبَا نَفَـسِي فَوَا أَسَفِي
فـَـــرُدِّيني أُلَمْـلِـمُـنُي مَعَ البَـاقي
فَـرُدِّيني ورُدِّي مَا قَـدِ اسْــــتَـنْـأَىَ
أنَـا المَحْمُومُ في سَـعْيٍ لإعْـتَـاقِ
قُيُودُ الرِقِّ قد أوهت عُرَى خَلَدِي
فَـبِتُّ العُـمْرَ في خَـوفٍ وإشْـفَاقِ
قُـيُـودُ الرِقِّ لا يَـرْضى بها حُـــــرٌ
وفِـيكِ رَضِـيـتُها سُـــماً كَـتِرياقِ
أعَالِجُ فِـيِكِ بالأحْـوالِ حَـشْرَجَةً
وأظْمأُ فِـيـكِ بالسُّـقْيَا وبِـالسَّـاقي
ولَيْتَ الطِّفْلَ فِي عُمْقِي يُسَامِحُنِي
وَكَـمْ أَشْـــــقَى بِلَـوْمٍ مِـنْـهُ حَـرَّاقِ
أَضَعْـتُ صَفَاءَهُ هَـدَراً فَوَا أسَـفَىَ
لِـيُدْمِـيني على كَـدَري وَإِمْـلاقِي
سِـيَاطُ العَـتْـبِ لا تَرْضى مُهَادَنتي
وَتُـلْـهِـبُـنِي عَلَىَ وَهَـنِي بِإغْـــدَاقِ
أَمَـا كُنَّـا بِعُــمْقِ الرُّوح فِي صَفْـوٍ
وَنَـشْـدُو اللَّـحْنَ خَــــفّـاقـاً بِخَـفَّاقِ
أَمَـا كُنَّـا وَ كُلُّ الـكَـــــوْنِ لا يَعْـني
سِـوَى يَـوْمٍ عَلَى صَـفْوٍ وأشْـوَاقِ
أَمَـا كُنَّـا وَهَـذَا الأُفْـقُ أُغْـنِــيَـــتِي
يُــرَدَّدُهَــا بِـأَزْهَـــــــارٍ وَ أَوْراقِ
أَمَـا كُنَّـا ويَـا وَيْــحِي لِـمَا كُـــنَّـا
بِـقَـلـْبٍ هَـامَ باِلْعَـلْـيَــــاءِ تَـوَّاقِ
كَـفَى كُـنّا فَـفِـــــيهَا كُلُّ مُحْـزِنَـةٍ
وَ رِدْ بِـالـرُّوحَ فِـي وُدٍ وإِشْـرَاقِ
كَـفَى كُـنّا وَعُـدْ بالنّـَفْسِ فِي ألَقٍ
وكُـنْ عَـذْبـأً كَـنَهْرِ الحُـبِّ دَفَّـاقِ
وكُنْ كالطَّـيْرِ صَفْواً في مَوَارِدِهَا
وسَـبِّـحْ مِـثـْلَ كُلِّ الكَـوْنِ للـبَّاقي
جَمِـيعُ الكَـوْنِ يَعْزِفُ لَحْنَ مَقْرُبَةٍ
فَكُنْ بِالسِّرْبِ تَـلْقَ السِّحْر َبِالرَّاقي