|
لا تعجبنّ غداة الشعرُ أشجانا |
وبتّ أقرضُ للأيّـــام أشــجانـا |
فلي بيانٌ تنامى في عذوبته |
ولي جَنانٌ منيبٌ ظلّ هيمانـا |
ولي بديعٌ يصون السرّ مدخرًا |
هواه للشرق ، فيه طـاب مسعانـا |
تردّني شهقاتُ البوْح مـتـثـقــــًا |
كنفحِ طيبٍ بـه أطـفـأتُ نيرانـا |
أو كـأس قُربٍ به أغرقت أوردتي |
دلفتُ أرشف من ريّـاه تـحـنـانـا |
أهدي الوصال ، عيونُ الضاد ترمقني |
شفاهها حـدّثت بالهمس وجــدانـــا |
كـأنّـها رسمتْ في الأفق خاطرةً |
تقول خذها وكن في الوصفِ " حسّـانـا " |
أبوابنا مشرعاتٌ مثل أهدبنا |
أقبلْ - هديت - نشيد الخلد نـادانــا |
أقبلْ فقد أثلج الأعماق بارقُ مَن |
بالحبّ وشّحنا ، بالصبر أحـيانـا |
أقبلْ حنانيك إنّ القوم ما عرفوا |
إلاكَ ممتدحــًا حِـسّـًا وعرفــانـا |
أقبلْ ولا تلتفت إلا وأخيُلتي |
على مباهجها الجــوزاءُ تهوانــا |
أقبلْ إلينا صديقَ العمر مقتبسًا |
درّاً من اللؤلؤ المضـفورِ مَرجـانـا |
نُثارُ بالروح إذ تحلو مناظرُها |
فليس تعرف للتقصير عُـنـوانـا |
يذبّ عنا وفي علياه ناطقة |
حمائمُ الشعر تحدو عن مسمّانا |
بناتُ شعرٍ من الأصباح حاملة |
أشهى الرسائل تستهدي بمرقانا |
تحومُ تيهاً فما تُنسى مفاتنها |
أصيلة حولها القِــدّاحُ أبـكــانـا |
أذكتْ عواطفنا من دون سابقةٍ |
شرقـيّـة بدّلت بالحُسْن تيجــانـا |
رويتها من إشاراتي وقد نزلت |
من حين أزلفتها باليُمنِ أوطــانـا |
من حضرة الوصل تستجدي مواهبها |
وإنّــها أغرقت بالشوق مغنانــا |
بالأمسِ عطّرها حِـبّـي وطاف بها |
حول الجنان ، فراح الحرْفُ نشــوانـا |
هناك تسألني عنهُ فقلتُ لها |
بــأنّــه أجـملَ الـفـادين إحســانـا |
وإنّــه الطيّبُ الجادي فلا عجبٌ |
بــأنّ يظل مـدى الأشعار ذكـــرانــا |
وإنّــه ألْـمعيٌّ في شمائله |
بل " دائـم الظـلّ " مـنـه الفجــرُ وافـانـــا |
فـقـبّـلي إرثـه المِـعـطاء ذاكرةً |
عـهـدًا بــه حـفّ بالإيـثـار بُـغـدانـا |
حوى جمالَ عيون الذكر مفتخرًا |
ولـم يزل باذلاً عـلـمـًا وإيـمـانـا |
في يوم " جامعة " الإيناس حاملة |
زهــورَ راويةٍ بالمسـك ترعـــانـا |
كـنّـا نراه فتحيينا نواظــرُه |
بـحـسـنها المتناهي أمَّ مَبْنانـا |
والآن يستذكر الماضي أخو ثقةٍ |
مصابرًا يرتجي رَوْحـًا وريحـانــا |
يهيم يلتمس العهد التليد وفي |
شــعوره يتغنّى الوصــف ولهــانـا |
يخال خاطره ومْـضـًا فيسأله |
عن السنا والهنا ينساب ألوانـا |
يومـــًا يناغمنا حينــــًا ينادمنا |
وينثر الورد مـأنوسـًا وريّـانـا |
أصداؤه كهتافِ الرعد مبحرة |
ملء الفضاء ، فما تحتاج برهانا |
تستجلب الدرّ تغفو في شواطئه |
كالنجم يهوى قبيل الفجــر شطـآنـا |
أمــرُّ في دوحها أعني قلائدها |
كـيـما أقـلّـدهـا للغـيـد عـرفـانـا |
غلائل المدح منها وهي شاخصة |
تـفـنّـنـت فزهـتْ بالرأي إتـقـانـا |
ترقى وللصفو آمــالٌ تُـسرُّ بها |
ترجو الأكـابر آنــاً والورى آنــا |
وهـا أنــا عن رباهم لست مرتحلاً |
حـتى أرى فـي ظِـلال الخلد رضوانا |
أبدي التواضع والأزمان تعرفني |
ما كنت أثـبـتـه ، بل عشتُ إنـســانـا |
يا صاحبي فاســأل الخلان عن أدبي |
وعن نظيمٍ على أفق الدنا بانــا |
يلـذّ دوماً بسيطاً في معالمه |
فحــاز من قمر الأحــباب شـكرانـا |
ربيعه الغضّ بالأشواق ملتحدٌ |
لا زال يغرف من خــدّيه ألحانـــا |
بل إنّـه الغيث تخضر الربوع به |
لــذاك أقبل رغم البين هـتّـانـا |
لعلَ أن يرتقي معناه مبتهجًا |
لعل أن يقبل الرَّحمن مـســعانـا |
ثـمّ الصــلاة على المختار أسعدنا |
والآل والصحب ما أسهبتُ تـبـيـانــا |