يا عيد أمي/بقلم جاسم بن عيسى القرطوبي
~~~~~~~~~
بك لي صفت يا مارس الأيامُ
وتبسَّمت كزهورها الأحلامُ
لك في فؤادي خيمة ضربت على
وتد الغرام لها الوئام غلامُ
إذ فيك تجديدٌ لكلِّ مشاعري
لفتاة حُسْنٍ للربيع هيام
فهي التي بالحبِّ ناغمت الصبا
ولها صبا الإحساس والإلهامُ
كالنجمِ نقشُ النفس من ألطافها
كالنيل كلَّتْ عندها الأقلامُ
ستُّ الحبائب جنتّي تاجُ الغلا
إكليلُ نورٍ لي فحاش ألامُ
وصفت صفاءَ الروح في محرابها
واصففْ لربِّك عندها الأقدامُ
فالعزُّ إنْ تقصدهُ تلقَ مواضعا
عنها الأنامُ إلى القيامِ نيامُ
والفخرُ فيها أصّلت أوصافُهُ
ولها العلى والمجدُ حيثُ يرامُ
وهي الجمال لها البدورُ وصائفٌ
ولعشقها نار الضلوع ضرامُ
يا عيد أمي والسعادة حضنها
...... كلماتنا في حسنها لفخامُ
في أفقها ككواكبٍ من زهوها
...... عن عمقنا كم يضمَحِلُّ ظلامُ
الأمُّ دفقةُ مهجة ٍ في آهِنا
إكسير أنسٍ لمْ يُحِطْهُ نظامُ
لي فيك يا أماه أعذب منهل
قافي به وكأنها الأعلام
أنا ذلك الإبن الضعيفُ المرتجي
آوي صغيرك قد عراهُ أوامُ
حصني بحضنك والحياة مريرةٌ
ما ثمَّ لي منها سواك مرام
قولي إذا يوما علتهم أنجمي
تلك الفروعُ على الأصولِ حمامُ
رباه جئتُ تضرعا وتبتلا
بدعاء قلبٍ نبضه الإعظامُ
أكرمْ أبي وكذا اشملنْ أمي ومَنْ
بالشعرِ ضاعَ ومسكُهُ الإفعامُ
وعلى نبيّك خيرِ خلقِكَ أحمدٍ
منّا الختامُ تحيّةُ وسلامُ