أَبَـداً أَعـودُ إِليكِ
****
أبَـداً أعودُ إليكِ ..
بعد التِّـيهِ في الظُّلُماتِ
ضارِعَةً ومُرهَقَةً عُـيوني
أبَـداً إليك ..جميعُ أشْرعتي ..
بِـريح الشَّوقِ تَدفعني إليكِ ..
وفي جُـنون .
أبَـداً أراكِ على المَدى نَجْـماَ
تفَـرَّد بالبريق وبالصَّفاءِ و بالفُـتون .
يا وَاحةَ المَحزون في قَفْـرِ الحياةِ
ويا رِياضَ الخُلْـدِ دانيَةَ الغُصونِ
أبَـداً أعودُ إليكِ وَجْهاً عاشِقَ القَسماتِ
يَفضَحُني على رَغْمي حَـنـيني
وأعود طِفلاً ضاحِكَ العينينِ ..
يهزَاُ بالمُحال ويزدري عَبثَ الظُّنون .
إنِّي أُحبُّكِ يا هَـوايَ ويا مُنايَ ..
ويا نَعيمي في الحياةِ ويا يَقيني
قَـدَرٌ هواكِ عليَّ ..
ما من مَـهرَبٍ إلَّا إليهِ ..
فكيفَ أهـرُبُ .. ؟ علِّميني
أبَـداً أعودُ إليكِ يا دنيايَ ..
ظامِئةً إليكِ خُطايَ في الَّليل الحَزينِ
أبَـداً أعودُ وفي دَمي الوَلَهُ الرَّهـيبُ
أذودهُ حيناً .. وحيناً يَحتويني
أبَـداً أُناجي طَيفَكِ النَّشوان ..
تقتلني وتسخرُ من مناجاتي شُجوني
إنِّي أُحبُّكِ يا جمالَ الكونِ آسِرَةً ..
وقاسيَةً .. وأطمعُ أنْ تَـليني
ليني على مُضناكِ يانُعْـمَى ..
سألتُكِ بالَّذي بيني وبينكِ .. وارحميني
أنا عـاجِـزٌ إلَّا عن التَّحْديقِ ..
في الأُفُـقِ البعيد .. أهيم فيه ويَسْتَبينيَ
وأبيتُ مِلءُ جوانحي .. تَوْقي إلى المجهولِ ..
ما بَـرِحَتْ تُحاوِلُهُ سِنيني
وأعـودُ أنقُشُ في جبينِ الشِّعر ..
أوْرَادي بأوْرِدَتـي ..
وصَفْـوِ دَمِ الـوَتينِ
عُودي إليَّ كما أعـودُ ..
فليسَ عَـدلاً – يا ذكيَّةُ –
أنْ أعُودَ لِتَحرِميني
عُودي كما عَـوَّدتني ..
أنْ تَفهمي ما لا تبوحُ بهِ الحُروفُ ..
وتَفهميني
عُودي فما ليَ مَلْجاُ .. إلَّا هَـواكِ ..
وإنَّهُ أبـداً على دهري مُعيني
عُودي فها أنا عُـدتُ مُقْـتَـنِعاً ..
بأنِّي لن أكونَ ..
إذا نأَيـتُ .. ولن تكوني .
***