|
جمالُكَ هزَّني أدبًا وشوقا |
فقلْ لي يا ابنَ عمْري ما تبقَّى ؟ |
نميرُ كليهما طارا بروحي |
فراحتْ تسكبُ الآمالَ غرْقى |
وأروتْ بالرّضا نظراتِ فكري |
ونادتْ يا سخيَّ الحالِ رفقا |
فداؤك يا ابنَ عمري كلَّ ذوقٍ |
فلمْ أعلمْ سوى نُعماكَ ذوقا |
ولم أرَ بين أقمار المعاني |
وبين فؤادك الوضَّاءِ فرقا |
لأنَّك خيرُ مَن يصفُ المراقي |
وهبتَ ضفافَها رعدًا وبرقا |
كذاكَ منحتَ للآفاقِ حُلْمًا |
شهيَّ المَكرماتِ ندىً وَوَدْقا |
فما تركتْ متونُ الودِّ حقًّا |
ولا أنفتْ شروحُ الصَّبرِ صدقا |
فكنْ لي ترجمانًا ألمعيًّا |
وورْدًا مشرقيًّا ظلَّ يرقى |
وكنْ لجوانحي التَّعبى يقينًا |
وظلاً للحشا ما كان يشقى |
جمالك والرَّبيع تعشَّقاني |
فعشت كأوَّلِ الأدباءِ عشقا |
ندامى الحيّ أطربهم وفائي |
لذا بعثوا من الألطافِ زقّا |
وأنت حديثهم في كلِّ وعدٍ |
فطوبى أيها الموهوبُ أفقا |
عدمتَ البَيْنَ فانتهضتْ قلاعٌ |
أثرتَ ثقافة الإقبال عمْقا |
أما والله ، والسَّبْع المثاني |
جزيتَ مواطنَ الإبداع سبقا |
إذا الشعراءُ بالملَكاتِ ألقَوْا |
فحرفك من رفيفِ الخلدِ ألقى |
نسيبُك من رحيقِ القلب أحلى |
ووصفُكَ من ظلال العمْر أبقى |
وها أنذا إليكَ رفعتُ حِسّي |
فعانقَني مثالُك ثمَّ رقَّى |
فباركْ رحلةَ الوجدانِ أدركْ |
فؤاداً من ضياءِ الفجر أنقى |