طريقة سهلة جدا وحلّ سحري بسيط للتفريق بين همزة القطع وهمزة الوصل..
كثيرا ما ألاحظ هذا الخلط بين همزة القطع وهمزة الوصل في النصوص والمنشورات وما يُطلب مني تنقيحه لغويا أحيانا، وحتى في الكتب المطبوعة واللوحات الإشهارية في الشوارع، بل وحتى في شرائط بعض القنوات الإخبارية الكبيرة، والأنكى من كلّ ذلك في برامج تلفزية ذات علاقة باللغة كبرنامج "مسابقة أمير الشعراء" الذي يكتب القائمون عليه "الإرتجال" بخط عريض يملأ الشاشة بهمزة القطع!
لكن أريد أن أقول أولا أن استراتيجية الحسم في الإشكاليات اللغوية مهم جدا في مثل هذه الحالات، فبدل أن يبقى الغموض مرافقا للمرء سنوات طويلة في حالة لغوية معينة يمكنه ببساطة توفير حيز من الوقت لمعرفة القاعدة لينعم بقية حياته بتطبيقها بدون تردّد..
والحقيقة أني كنت ذات يوم ممّن يخلط بين الهمزتيْن قبل أن أبحث بحثا بسيطا حسم الأمر داخلي فأحببتُ أن أشارك التجربة معكم..
أيضا قبل أن نستعرض معا الوسيلة السهلة جدا لمعرفة ما إذا كانت الكلمة التي أمامنا تُكتب بهمزة وصل أو همزة قطع حتى بدون العودة للمصدر دعونا نستعرض ولو ثرثرة الطريقة التي يعتبرها البعض معقّدة إلى حدّ ما، وهي العودة لمصدر الفعل مثلا لمعرفة ما إذا كان يُكتب بهمزة قطع أم همزة قطع، فإذا كان الفعل من مصدر خماسي يعني أن حروفه خمسة مثل "انتقل" (ا ن ت ق ل) يكتب بهمزة الوصل، وكذلك السداسي "استخرج (ا س ت خ ر ج)..
أما الأفعال ذات المصدر الثلاثي والرّباعي كفعليْ "أخذ" (أ خ ذ) و"أخرج" (أ خ ر ج) فيكتبان بهمزة القطع..
لكن دعك من هذه الإحصائيات إن شئت، ولننتقل إلى الحل السّحري البسيط بتطبيق الطريقة السّهلة التالية:
الحل يكمن في الحرف السحري "الفاء" (ف)..
يمكنك فقط وبكلّ بساطة أن تجرّب شفويا إدخال هذا الحرف (ف) على الفعل أو المصدر لمعرفة ما إذا كان يُكتب بهمزة الوصل أو همزة القطع حتى بدون عدّ حروفه، وانظر ما إذا كان مواتيا ومناسبا لفظيا أن يقبل الفعل أو المصدر هذا الإدخال، هنا فطرتك اللغوية هي التي ستتحدّث، فإذا قبِل الفعل أو المصدر الفاء بنطق الهمزة فهو في هذه الحالة يُكتب بهمزة القطع:
أخذ... فأخذ
إذ لا يمكن أن نقول "فاخذ" لأنها سُتنطق شفاهيا "فَخَذَ"، وهذا طبعا غير ممكن.
ونفس الشيء ينطبق على "أغفل.... فأغفل" وليس "فاغفل" لأنها ستنطق "فَغْفَلَ" وهذا محال.
أما الأفعال والمصادر التي تكتب بهمزة الوصل فهي تلك التي لا نسمع فيها الهمزة حين ندخل عليها الفاء، مثال:
استخرج... فاستخرج التي تُنطق شفهيا "فَسْتخْرَج"
انتقل... فانتقل "فَنْتَقَلَ"
إذ نشعر باستثقال حين نقول "فإستخرج" أو "فإنتقل"..
جرّب هذا الأمر لحسم موقفك بدل الوقوع في حيرة في كل حالة على حدة، وبدل أن يقوم أحدهم بتنبيهك في كل كتابة جديدة، فالمثل الصيني يقول "لا تعطني سمكة ولكن علمني كيف أصطاد"..
ورحم الله من علّمني هذه القاعدة..
محمد النعمة بيروك