|
نَسيمُ الصَّبا هذا الذي يتكلَّمُ |
أمِ القلبُ إثرَ الصَّفو راح يُتمْتِمُ |
أمِ الخطراتُ الغرُّ عانقها السَّنا |
فأمْلتْ بما يُملي الحفيُّ المُتيَّمُ |
أمِ الوِرْدُ من عَينِ الوَفاءِ أصابنا |
فما عاد يُجدي المُحجمينَ تلثُّمُ |
أمِ الوَرْدُ مَيَّاسُ الإشارةِ كُلَّما |
تراءى لهُ أمرٌ مضى يتبسَّمُ |
تلوذ بآياتِ الجمالِ جفونُه |
طِماح رقيقٍ بالرهافةِ يحلمُ |
على صورِ الخلاّن يبدأ عهدُه |
ولو شاء تلقاء النَّجائبِ يختمُ |
رسائلُهُ تشفي العليلَ ظلالُها |
فكيف وقد حيَّا ضحاها التَّرنُّمُ |
من الخلد أولتْها طيوبُ مداركٍ |
ورائع حرفٍ بالهنا يتنسَّمُ |
ويأسِرُها من منهلِ الود واردٌ |
ويُغنى رؤاها الإلتزامُ المقدَّمُ |
فيا واحُ جودي بالخِلال ويمِّمي |
لمن باسمِها الخيرَ الكرامُ توسَّموا |
لمن جادها مسك الوصالِ نبيلةً |
لوصف نَداها فتيةُ الذَّوقِ يمَّموا |
بها أزهرتْ بيداءُ كلِّ فضيلةٍ |
وطافَ حمى آدابِها المُتعلِّمُ |
فإن حدَّث الإكرامُ عزمًا فإنَّها |
وربِّ القِرى - من وابلِ الغيثِ أكرمُ |
وإنْ حَلَبُ الشَّهباءِ ذاكرةُ الوفا |
فلا ريبَ من شوقٍ عليها تُسلِّمُ |
ثنــــاءُ تناديها الحُروفُ تجلُّها |
ففي فكرِها النَّقدُ الحَصيفُ منعَّمُ |
إذا نثرُها وافى تهادتْ روائعٌ |
وإن أشعرتْ فالحُسْنُ للقصْدِ بَلسَمُ |
يُجمِّلُ مَسعاها فضاءاتِ واحتي |
فهامتْ تناجيها مَدى العُمْرِ أنجُمُ |
فللعلمِ في لبِّ الحَرائرِ نهضةٌ |
ومعنىً لطيفٌ بالحَضَارةِ يُفهمُ |
أديبتَنا مهلاً ، خذي نفحاتنا |
شعورًا من الأعماقِ بالرَّنْدِ يُنظَمُ |
فإن قَصُرتْ قرب المقام معارفي |
ففي الصَّفحِ إفضالٌ وَعفوٌ ومغنمُ |
وَيا ربُّ حقِّقْ للفؤادِ طِلابَه |
عسى الغمُّ عن دربِ الأزاهِرِ يُهزَمُ |
وَتجمعُنا بالياسمينِ قصائدٌ |
بها يعلنُ الوجدانُ ما كانَ يكتِمُ |