|
مَالَتْ يُحَدِّثُ بالجَنانِ نَعيمُها |
غَيْداء لم يَدَعِ البَيانَ نَديمُها |
هَيْفاء تَسْتَوصي الأزاهرَ رقَّةً |
فإذا تُحاكي الخَافقَينِ نجُومُها |
وَتَكادُ تَسْتَرقُ المشَاعرَ خِلسَةً |
وَأكادُ من وَضْحِ البُدورِ أرومُها |
نَطَقَتْ ، فأغْشاني الغَمَامُ تحيَّةً |
هيَ كالمَرايا وَالبَريقُ غريمُها |
أو نفحةٌ قِبَلَ التَّظاهرِ أبرقتْ |
ذكَرَتْكَ كيما يُستطاب نسيمُها |
لا والذي صانَ الخدورَ بديعُهُ |
أجدى بنورِ الأمنياتِ قدومُها |
عَذُبَتْ على نِعَمِ الرَّجاءِ وَطاوَلتْ |
هذي يَواقيتُ القَريضِ رسُومُها |
تَهَبُ الجَمال لكلِّ مَنْ يَهوى النَّدَى |
مَلَكاتِهِ ، رَقَّى المحبَّ وَسيمُها |
فَأنِخْ على العَتَباتِ سَلْ حِدَقَ المَها |
أينَ العُيونُ السَّاحراتُ سُجُومُها |
هل عندَ ركبانِ الشآم بقيَّةٌ |
لسلافةٍ في القُدْسِ ذابَ شَميمُها |
قل للمَآذنِ كيفَ أضناها النَّوى |
وَجَعًا ، وكبَّرَ بالجِراحِ مُقيمُها؟ |
هل ذاكرَ الزَّيتونَ قُدَّاسُ الهَوى |
أمْ غالبتْ أنفاسَهُ تهويمُها؟ |
أم شَقْشَقَاتُ لحونِهِ - يا مهجَتي |
الحرَّى – يُغازلُ بالأنينِ كليمُها؟ |
بلِّغْ رَياحينَ " الوَليدِ " حِكايةً |
ما زالَ يَنتظرُ المَخاضَ عقيمُها! |
أسْرِرْ لهُ أنْ قد دَنْتْ من سوحِهِ |
أندى البَشَائر ، بَلَّنا تسنيمُها! |
حتَّى استحَالتْ في اليَقينِ مَبَاهجًا |
والصَّبْرُ لو عَلِمَ الأَديبُ رَقيمُها |
وَهناكَ نَبْتَدِرُ الأراجيزَ التي |
بحمى الأحبَّةِ يَهتدي ترْنيمُها |
وهناك نزجي التَّهنئاتِ تَحفُّنا |
صورُ الأهازيج النَّقِيُّ صَميمُها |
شكرًا أخا الفُصْحى مَدى دَعَواتِنا |
ما أطرَبتْ باسْمِ الإخاءِ علومُها |
لا ريبَ تُعجِزُنا يَراعَةُ طيِّبٍ |
لمَّا استهلَّ معَ الوَفَاءِ كَريمُها |
جرحي وجرحك في السَّما التقيا لِذا |
جادا بما توحي الشجون غمومُها |
وتأرَّجَت بهما أقاحي حكمةٍ |
فإذا المعاني زاهرٌ مفهومُها |
سلمت يمينك يا ابن خير مدائني |
ما شعشعت قيمٌ وساد عظيمها |