يا طائرَ الروض
يا طائرَ الروض لا تبخلْ بأغْنيةٍ.............عنِّي فإني لمُشْتاقٌ إلى النغم
يا طائر الروض جهْرًا غنِّ أغنيةً....ولا تكنْ صامتًا في الروض كالصنم
يقدِّمُ الدّهرُ دوْمًا للورى حِكمًا............و الحرُّ مَنْ عندهُ ميلٌ إلى الحكم
لابدَّ للْقلبِ بعْد الضيق منْ فرج......... فيصْبحُ العيشُ روْضا جدَّ مُبْتسم
ليس الذي يملكُ الإصْرارَ مُنْهزما.....بلْ منْ غدا راضيا بالذلِّ و الوصم
الحرُّ دوْمًا يرى في الذلِّ منْقصة.....فالحرُّ كالنسْر لا يهوى سوى القمم
أخو الجهالة طول الوقْت في تعبٍ......فالجهلُ ما فيه غيْر الشؤْم والنّقم
تبّا لعيشٍ إذا ما كان صاحبه............يظن أنَّ العلى في النوْم و الوهَم
كيف النجاحُ لشخْصٍ لا طموحَ له.....و القلبُ دون طُموحٍ الفوْز كالعدم
فقيمةُ المرء في الدنيا بلا هدفٍ........كقيمة الشدْو للإنْسان ذي الصَّمم
طوبى لمنْ جعل الأيامَ معْرفة.............فلنْ تراه ضعيفَ الفهْم و الهمم
تنْحلّ بالعلم لا بالجهْل معْضلة..........فيظْهر الحقُّ مثْل النجْم في الظلم
العمْر يأْكله مرُّ الزمان ومَنْ.............يسْلكْ صبورًا طريقَ العلْم يغْتنم
فخادمُ العلْم يجْني كلَّ منْفعة...........و خادمُ اللهْو لا يجني سوى الندم
كمْ أمّةٍ أدْركتْ بالعلم رفْعتَها..............فأصْبحتْ في حياة العزّ و النعم
كمْ أمّةٍ أصْبحتْ بالجهْل تائهةً..............في عالمٍ مُتْرع بالهمِّ و السّقم
لا يحْسن العيشُ إلا وهْو مُزْدهرٌ.......كالروْض يحْسنُ بالأطيار و النّغم
العلْمُ تاجٌ من الأنوار حاملُه...................يظلُّ بين البرايا جدَّ مُحْترم
الفهم تنْمو بماء العلْم نبْتتُه................و الفهمُ قيمته منْ أفْضل القيم
ما أجْمل المرءَ في الدنيا و منْطقه........يشعُّ بالفكر و الأمْثال و الحكم