حسن الدجى
حُسنٌ تجلّى بالدجى وتوارى
ملأ العقولَ بسرِّهِ أفكارا
فتساءلتْ في أمرهِ محتارةً
وتَبَهّرتْ ممّا جرى أو دارا ؟
فكأنَّهُ شمسُ الأصيل بنورهِ
قد مدَّ خيطَ العشق والأنوارا
فزهى لقاءاتِ الغرام مُعلِّماً
أهل الهوى من حبِّهِ أسرارا
ليديمَ نبعَ الحبِّ في أوصالهمْ
لاقوا بها الريحانَ والأزهارا
فلكمْ أنا غازلتُهُ كمتيَّمٍ
والقلب كم عزف الندا أوتارا
بل راقصَ النبضُ المعذّب طيفَهُ
وتبخترا عذب الخطى آثارا
نحو الهيام إلى مرابعِ عشقنا
وبجنبنا طيفُ الهوى قد سارا
يحكي غرامينا إلى عشّاقهِ
قيسٍ وليلى : إلتقى عُشتارا
وجميلُ في أُذُنِ الحبيبة هامساً
يحكي لها عن حبنا أخبارا
أهلُ الغرام فمنذ أول نفحةٍ
للخلقِ قد جاءوا لنا أنصارا
هذا أنا والحسنُ حسنائي بدتْ
كمْ أبدعَ الباري بها إختارا
في شعرها المنثور تعلو خصلةٌ
حسناء تزهو بالدجى أقمارا
والعينُ حوراءٌ غضيضٌ طرفها
طول المدى تبقى بها محتارا
فلكمْ تبادلنا الغرام بلهفةٍ
والثغرُ كمْ زار اللمى خمّارا
ذاق الرضاب وشهدهُ متلذّذاً
ما قد رأى ذنباً ولا أوزارا
عذراً أيا حبي فلستُ بشاعرٍ
نظم القوافي كلّها إبحارا
لكنّما أَلَم الفراقِ ببعدكمْ
أذكى بنا نار الجوى أشعارا
الكامل