يبكي على مبسم الشكوى فتىً عربي
ونبضُ قلبٍ غدا فرْخا بكفِّ صبي
أرجوحةُ الحبر خاطت همَّهُ ورقا
تدسُّه في درج الشريان والعصبِ
عشَّمتُ نحلةَ أنفاسي شذى أملٍ
كم كان يلهمني في غربتي كنبي
فليغفر الطيب لي حمقا يخالطني
يستسقيَ العذر في تسبيحة الغضبِ
إذا سفينة أحلامي يسير بها
موج الدموع بعود الخدِّ لا الخشب
بثثت ريح الصبا أنفاسها فجرى
شراعُ سكري بكاساتٍ من الشغبِ
أساور الشعر في الحالين تسجنني
فمَن سيكفلني مِن قرطها الذهبي
أنَّى هربتُ فبطنُ الحوتِ ملتقمٌ
لعشِّ حبي الذي كم حاكه هُدُبي
يا شهوة الطهر من ترتيل أوردتي
محرابك النور يجلو الغش من ذهبِ
ملاك شوقي لشيطان الهجر معتلجٌ
ما حيلة الصبِّ في حال مضطربِ
خشعتُ فيكِ عفافا لا أضام بِهِ
حتى تجلى الهوى بالصُّلب والنسبِ
إني إذا جئتُ للحيِّ لو حُلُما
تزِفُّ شهقة حزني زفرة التعبِ
سرت إلى أفقي أعماق غفوتها
فصرت معراج إلهامٍ - بأنت -ِ حُبي
فرائصي سكنت من مسِّ مقلتها
وتهتُ رشفا نمى في لسعة الرضب
قطفت من نجمها حظي فأسعدني
ما قاله باصرٌ للشاعر التَّعِبِ
أنا السجينُ وما ذنبي سوى خُلُقٍ
يشابه الصفحةَ البيضاء في الكتب
من غير حرف ولا سطر سأرسمها
صدق الطوايا بحشوِ العالم الكذِب
فالنهر منه محيط البحر ~حُبُّ~ طفى
وكاللظى ما انطفى والماء كالحطبِ
سأترك الصحوَ دام الغيم يسكنني
وأجرع الصمت رغم الحرب والصخبِ
لأسمع اللحن من معزوفةٍ نَسَجت
عصفورة في غصون الروح كالعنب
أو أُخرِس الخوف من شطآن مأمنها
إن نابها حارس - كالليل - بالشهب
مُدي ذراعيك كي أغفو مدى الأمدي
فمن سوايَ سبى ظبيا وفيه سُبي