ضيف وفرحتان.
ها هي أنوار ضيف كريم لاحت في الأفق، حاملة إلينا نفحات ربانية مفعمة ، بأريج الخير والهدى والبركات ، إنه رمضان شهر القرآن والرحمة والعتق من النار. هنيئاً للأمة الاسلامية بقدومه، سائلين الله جل وعلا، أن يُيَسر للجميع، صيامه وقيامه، بطاقة إيمانية متجددة وماتعة، وأن يتقبل منا الصيام والقيام . إنه فرصتنا الذهبية للتقرب من الله جلا وعلا ، وذلك باستثمار صومه ، في تجارة رابحة مع الله .. سارعوا ــ أحبتي الكرام ــ إلى تغيير نمط حياتكم وسلوككم مع الله، ومع أنفسكم ومع العباد . إن لأمر هين لمن وفقه الله إلى ذلك وتاب وآمن وعمل صالحا.
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "من صام رمضان إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه". رواه البخاري ومسلم.
نجعل من رمضان الكريم، فرصتا للتغيير والاستقامة، إذا حرصنا على ما يلي:
• استشعار عظمة الله تعالى، وقدرته وجبروته ورحمته، في تكاليف العبادة التي خلقنا من أجلها.
• طاعة رسول صلى الله عليه وسلم وإتباعه . قال الله تعالى : "وَمَا آَتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ " ــ الحشر(7).
• مجالسة القرآن تلاوة وتدبراً وعملاً .. قال الله تعالى : " وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْآنَ لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِن مُّدَّكِرٍ" ــ القمر (17).
• الاحسان للناس، وبرالوالدين ، و صلة الأرحام ، ومحاربة الشح والبخل ، وذلك بالصدقة والإنفاق على الفقراء والمحتاجين والأيتام وإفطار الصائمين.
• تحقيق الأبعاد التربوية والاجتماعية والصحية والاقتصادية للصوم.
اللهم إنا نسألك أن تعيننا على تدارك ما فاتنا، وأن تعفو عنا وتغفر لنا وترحمنا، وتبلغنا ليلة القدر، وأن تختم لنا الصيام بالفرحتين.
عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " قال الله عز وجل: كل عمل بن آدم له إلا الصيام؛ فإنه لي وأنا أجزي به، والصيام جنّة، وإذا كان يوم صوم أحدكم فلا يرفث، ولا يصخب، فإن سابّه أحد أو قاتله فليقل: إني امرؤ صائم، والذي نفس محمد بيده لخلوف فم الصائم أطيب عند الله من ريح المسك، للصائم فرحتان يفرحهما: إذا أفطر فرح، وإذا لقي ربه فرح بصومه) رواه البخاري ومسلم.
هنيئاً لكل من بلَّغَهُ الله رمضان.
هنيئاً لكل من بلغه الله رمضان.