سألت صغيرةً في الحيِّ تبكي
.................................................. .. علام سكبتِ ذا الدرَ الثمينا
ألست سليلة الدوح المفدى
.................................................. ... حفيدة سيف رب العالمينا
أجابتني وراح الدمع يجري
.................................................. ... على الخدين منهلا سخينا
كذا كنا ولكن أين صرنا
.................................................. ..... ألسنا الآن ذيل الخانعينا
وهل تجدي مقولة كان جدي
.................................................. ...... وكنا خيرهم دنيا ودينا
تواكلنا على مجدٍ تولّى
.................................................. ..... ولم نفعل كفعل الأولينا
ألفنا الذل حتى صار دينا
.................................................. . وهم جابوا المدائن فاتحينا
فكان حصادنا ما قد عملنا
.................................................. . وكان حصادهم نصرا ًمبينا
تقاتَلْنا ودبَ الخلفُ فينا
.................................................. ....... وقدَّسنا ولاةً ظالمينا
وغرتنا فتاوى من شيوخٍ
................................................. شُرُوا بالمال خانوا الله فينا
فسرنا في ركابهم سكارى
................................................. فجُوزِينا الغياهب والدجونا
فهذا نفطنا فيه احترقنا
.................................................. . ومن أموالنا ذقنا المنونا
يقتل بعضنا بعضا سفاها
.................................................. .... وعند عدونا رفقا ولينا
بلاد الشام شامة كل حر
.................................................. ... ألا بوحي بسرِّكِ خبِّرينا
علام الحقد من أوباش عربٍ
................................................. أحالوا حضنكِ الدافي أتونا
وفيم أرومة الإسلام تُرمى
.................................................. . ويرجمها الغلاة مدمرينا
أجيبوني عراة الفكر قولوا
............................................... لماذا الجبن عن متغطرسينا
لماذا لم تثوروا ضد باغ
................................................. على الأوطان بل كنتم معينا
وأين جهادكم ضد الأعادي
................................................ ووقف جرائم المستعمرينا
تركتم ثالث الحرمين نهبا
.................................................. ... وخربتم ديار المسلمينا
فهذا المسجد الأقصى ينادي
.................................................. . ولم نر نصركم للمبتَلينا
فهل صارت دمشق ديار كفرٍ
................................................ وإسرائيل حضن المؤمنينا
على أعدائنا كنتم نعاما
.................................................. . وصرتم عندنا متنمرينا
أشرع الله يرضى القتل فينا
.................................................. . وعند عدونا أن نستكينا
خوارج عصرنا أنتم أداة
.................................................. تحركها عقول الحاقدينا
فأنتم أهل تكفير وكفر
............................................ ترى التطوير نهج المفسدينا
ألا خبتم وخاب السعي منكم
.................................................. .أيا أتباع فكر الجاهلينا
فما أنتم سوى جهلاء حمقى
..............................................غل اة في الضلالة سادرينا
ستلقون المنايا كالحات
..............................................عل ى أيدي الأباة المخلصينا
وتبقى الشام للعادين قبرا
.............................................. وللأحرار حصنهم الحصينا
أيا من عثت في الدنيا فسادا
............................................... ولم تسلك سبيل الراشدينا
رويدك واسأل التاريخ عنا
.................................................. .. يُنَبِّئُكَ الحقيقة واليقينا
بأنا الصابرون إذا ابتُلينا
............................................... وأنا القاهرون إذا غُشينا
ولسنا نحن من بالمال يُشْرى
............................................. ولو أهمت أيادي المُشترينا
ولن نرضى الدنية ما حيينا
............................................. وإن طمع المُغرر أن نكونا