أمـي وتسألنـي مـا بـي ومـا وجعـي
والحـزن يقتـاتُ مـن روحـي أمانيهـا
أمــي وتعـجـب مــن إطــراق قافيـتـي
ومــن دمــوع حـروفـي حـيـن أرثـيـهـا
أمــي وتخـلـع أضـلاعــي مواجـعـهـا
قــهــراً وتـنـحــر تـاريـخــا دواهـيـهــا
أمــــي وألــــف بــــلاد فــيــك دامــيـــة
وألـــــف قــاهـــرة غَــالـــتْ مـبـاديـهــا
أمي ومليـون بيـت فـي دمـي هتكـت
جـهــراً ً ومـلـيــار أهٍ فــــي مغـانـيـهـا
أواه كـــم نـســج الـحـاخـام ســوأتــه
عــلــى خــــدود مـرافـيـهــا ونـاديــهــا
أمــي خـمـائـل طـهــر شـطـهـا وطـــنٌ
في كف من غدروا تاهت شـوا طيهـا
وإرثٌ أمــــــيَ مــحــبــوس بـقــافــيــةٍ
ثكـلـى وأحرفـهـا جـمـرٌ ســـوا فـيـهـا
ونـفـطـهـا بــيـــدٍ تـلــهــو بـخــاصــرةٍ
وتعصـرُ الخمـر مـن أغلـى مجانيهـا
وعـقــد لـؤلـؤهـا فـــي جـيــد ممـلـكـةٍ
مسـجـورةٍ بـشــواظٍ مـــن تصابـيـهـا
يـا سائلـي هـل تـرى أمـي وقاهـرهـا
أم أنـــه شــبــح الـتـغـريـب طـاويـهــا
جفـنـي وتسكـنـهُ أوجـــاع شقـوتـهـا
وكـــم تـقــرح مـــن إعـصــار غـازيـهـا
أمـي العروبـة هــل أدركــتَ معركـتـي
بـيــتُ الـجـزيــرة بــركــانٌ نـواحـيـهـا
أمـي العروبـة هـل مـا زلـت تعشقهـا
أنظر لبحر الأسى المسجور يشويها
عيـن العروبـة كـم خـانـت محاجـرهـا
لـولا الخيانـة مـا اغتيلـت مواضيهـا
أردفـت تسألنـي عــن مهجـتـي وأنــا
والبحـرُ نعجـز أن نحصـي مآسيـهـا
أزمانـهـا أبـحـرت مــن غـيــر أشـرعــة
وآلــــف مــوجــةُ أطــمــاعٍ تُشـظِّـيـهَـا
وقـــد تـسـلـل غـــازٍ فـــي ضـفـائـرهـا
واسـتــل عـزتـهـا مـــذ غـيــلَ آسـيـهـا
انـظـر لتـلـك الـقـرى تخـتـال راقـصـةً
والـلـيـل يـنـحـر شاطـيـهـا وواديــهــا
لا جَمَّعتْ أحـرفُ الفصحـى ذوائبهـا
ولا اسـتـضـاءتْ بـتـاريـخٍ نواصـيـهـا
ولا رياحيـن غـصـن الـشـوق تبعثـهـا
مصرٌ(لحيفـا) وبالشكـوى تناغيـهـا
الــزيــزفـــون بــبـــاريـــسٍ مــرافـــئـــهُ
ونهـر دجـلـة فــي تكـسـاس ساقيـهـا
والـعـدل فــي لـنـدن يـقـتـاد كعبـتـنـا
والـحـرُّ خـيــلٌ رهـيــنٌ فـــي منافـيـهـا
والعـلـمُ فــي غيـمـة الـمـريـخ يحـمـلـه
لصٌ ويَجنـي الخزامـى مـن فيافيهـا
آهٍ لـوحـدتــنــا الــكــبــرى نـخــيــطــه
ـقمصـان وهـمٍ ونُكـوى مــن تواريـهـا
فكـم غسلـنـا مـيـاه البـحـر فــي ورق
مــــن الـحــجــارة حــمـــراءٌ لـيـالـيـهـا
وكــم غزلـنـا محيـطـات الـوفــا كـذبــاً
وانـهــر الـحــب زوراٌ فـــي قـوافـيـهـا
و الفجـر روح تصلـي كــي توحـدنـا
وقـــــد تــفـــرق ُقـاصـيـهــا ودانـيــهــا
بـحــري هـديــرُ قــــوافٍ شــطــه ورقٌ
فكـيـف أنـقـذُ مــن بيـعـت شواطيـهـا
ااا