مَطرُ القصيد وجَمْرُهُ أدْماني
...................وحروفُه تنسابُ في شرياني
بحرٌ أراني في العُبابِ أخوضهُ
...................وأكادُ أغرَقُ في دَم الفيَضان
أنتَ المُسافرُ في دُروبِ مجرّة
...................وأنا المُسافرُ فيكَ لا تنساني
تغتالُني حين الحُروفُ تهزُّني
...................وتدُكُّ قلبي ..تستبيحُ جِناني
نارُ القصيدة في دَمي ولَهيبُها
.............يشوي الضلوعَ بحرْفك النّوراني
غضبٌ يَمورُ وفي الفؤاد وَجيعةٌ
.................تنمو وتكبرُ في فضا الإنسان
من ألف عامٍ والضِّباعُ على دَمي
.................تقتاتُ في دوّامة "القمْصان"
ذاك القميصُ يُقدُّ من دبُرٍ وَهـ
................ـذا حجَّةُ التجّار "مِنْ عثمانِ"
بِدَمٍ يَدورُعلى القبائل لم يَزلْ
......................وَيَمُرُّ فيه الإفكُ بالعُرْبان
البومُ يَضحَكُ والغرابُ مُقهْقهٌ
..................هل تدركونَ مَكائدَ الشيْطان؟
يزدادُ وَسْوَسةً ويَدفعُ جُندَهُ
...................في حملة التشكيكِ بالإيمان
ويَمُدُّ مَجنوناً بهرْطقةٍ فَهَلْ
.................يعلو "مُسيلمةٌ" بذات سِنان؟
فالحرْبُ دائرةٌ غبارُ "بَسوسِها"
.........وَضَروسُ "داحسِها" صَدى الإذْعان
"ذات السلاسل" تستعيدُ أوارَها
..................و"النّهرَوان" تعودُ بالمَجّان
بِدَمٍ يَفوحُ وأمَّةٍ بعَبيدها
.................وعِبادِها مَسلوبةٌ "الفرَمان"
يجتاحُها داءُ "الأنا" ويَجرُّها
.................للقاعِ عبْدُ الذاتِ ذي السُّلطان
في النفط مَسألة وحُسْنُ بَيان
.....................وقضيَّةٌ أودَى بها الثِّقَلانِ
في ثوْبِ نعْمتِها تنامُ نَعامةٌ
......................وثيابُ نقمَتِها تلفُّ كياني
لولا اشتدادُ أوارها ما ضامَني
......................لَهبٌ ولا أصْغيتُ للبُهتان
أبَداً وَلا أبليتُ عمْري نازحاً
...................أو لاجئا في قبضة السّجان
تبكيكَ مظلمَتي فتنفرُ دمْعةٌ
.....................فَتمُدُّ كفّ الوُدّ والإحْسان
وتروغ منّي لو شرَحتُ قضيّتي
...................وإذا سألتكَ نصرَةَ الإخوان
في بقعة النفط انغماس نوارسي
...............أوْدى لَهيب "الكاز" بالإنْسان
أترى؟ اللهيبَ وفي السَّماء عنانُه
...................فيه السَّفاهةُ تقتدي بعَنان
وغواية السلطان زادُ غرورِها
.................ومطامح الغلْمان والصّبيانِ
يتَهارَشون وَقد "تفرنَجَ" وَعْيُهم
..................لو أقبَلتْ مغناجة النِّسوان