ألا أنعِمْ بما يشفي النُّفوسا
يُغيِّبُ مَن أطلَّ هنا شُموسا
أدِرْ إن تلقَ مَن تَهوى كؤوسا
خِلالكَ خلّ ِ حبَّكَ أنْ يَجُوسا
ألا أنعِمْ بما يشفي النُّفوسا
لَداءُ النفسِ أنْ تَحيا يؤوسا
♦ ♦ ♦ ♦
لهُ الأنظارُ من شتَّى تسيلُ
قلوبُ الخلقِ والدنيا تميلُ
إذا يلقاكَ في خَلْقٍ جميلُ
فأنت لمالِكِ الدنيا بديلُ
وأفلسَ مَن فقطْ جمعَ الفلوسا
♦ ♦ ♦ ♦
يَبابُ الشيبِ يزدانُ ابتهاجا
بمَقدمهِ عبيرُ المسكِ فاجا
وقد حملتْ مباسمهُ السراجا
أرى الإعسارَ يزدادُ انفراجا
إذا خِلِّيْ أطال هنا الجلوسا
♦ ♦ ♦ ♦
يطولُ الليل من ذكرى شجيِّ
ويقصرُ في اللقاء بذا البهيِّ
كأن البدرَ يسقطُ من عليِّ
على مرج ٍ من الذهبِ النقيِّ
إذا نزع َ الوشاح يريدُ غوسا [1]
♦ ♦ ♦ ♦
تقلَّبَتِ المخامرُ والظنونُ
فمنهم قال: ذا اللقيا جنونُ
ومنهم من سرى فيه المنونُ
على أنَّ الهَنا للعشق نونُ
فمن يشأمْ بها يلقَ البسوسا
♦ ♦ ♦ ♦
يجِفُّ البحرُ من إسعار ناري
وتشتعلُ المواقدُ من جماري
إذا بعدتْ منازلهم وجاري
ينوحُ على ملاعبنا الصغارِ
تظلُّ زروعنا أرضاً يبوسا
♦ ♦ ♦ ♦
ألا أجمِلْ بفاتنة الديارِ
لئنْ نظرتْ فسَيْلُ العشقِ ساري
على الخدَّين باقاتُ النوارِ
وذي الشفتين تلتهمُ اصطباري
فصبري قد يرى التصبيرَ بُوسا
♦ ♦ ♦ ♦
لها دلٌّ يدلُّ على دلالِ
ودلاَّني غروراً ضعفُ حالي
فحالي مثلما وقت الزوالِ
كما يطلي وجوهَ الماء طالي
طلى أملي هوى الدنيا عروسا
♦ ♦ ♦ ♦
أفي الدنيا طويلُ المكثِ يغري
أم الدنيا على أملي ستجري
عديمَ الفكرِ هل ينسيكَ قبري
تبختركَ؛ التبرُّجَ للتعرِّي
فدونكَ من عذاب القبر ريْسا[2]
♦ ♦ ♦ ♦
ودونك هوْلَ يوم النازعاتِ
إذا نُزعتْ جلودٌ من عُصاةِ
حطامُ الدُنيَا إنْ كانت ذواتي
فلا تُرجى النجاةُ على الصراطِ
سوى اللهِ الذي ينجي اليؤوسا
♦ ♦ ♦ ♦
فلا ترجو سِوى اللهِ اعتمادا
إذا واجهتَ أهوالاً شِدادا
ويومَ نجيئهُ غُرْلاً فُرادى
بلا مالٍ ولا أهلٍ؛ نُنادى
ألم أنهَ العواقلَ والنفوسا؟
--------------------------
[1] الغوس: التشليح.
[2] الريس: التبختر.