يظنّ بعضٌ (بالمناسبة لا يجوز اقتران بعض ولا كلٌّ بأل لأنهما مغرقتان في التنكير ولم تردا بأل في كلام من يعتدّ به لغة أبدا) خطأً أنه من الطبعيّ أن يكون الطالب أحايين قويا في الرياضيات وضعيفا في قواعد اللغة العربية من صرف ونحو في آنٍ معا والصواب أنه ليس من الطبعيّ ذلك بل هو تقصيرٌ من الطالب أو معلمه لا غير لأن قواعد اللغة كلها تقريبا بمثابة قواعد الرياضيات فإذا أتقنت وطبقت القواعد كنت قويا في النحو والصرف كما أنك إذا أتقنت وطبقت قواعد الحساب والرياضيات حللت المسائل وغيرها بسهولة بمعنى أنه كما في الرياضيات 1+1=2 فكذلك قواعد العربية صرفا ونحوا عموما
قد يجادل بعضٌ فيقول تحتاج العربية إلى المران والقراءة والمطالعة الكثيرة ولكن من قال إن العلوم الرياضية لا تحتاج إلى مثل ذلك فلولا تدرب الطالب على فنون المسائل وكثرة ممارسته لها والاطلاع على طرائق الحل وكيفية التقاط مفاتح الحلول لما امتلك ملكته الرياضية أيضا
نعم لا يُنكر أن العربية تحتاج إلى مزيد من ذلك لكن المبدأ واحد في الأمرين
ولقد أذكر بعضا من أصدقائي كانوا من الأوائل في مدارسهم وأقوياء في كل المواد إلا النحو والصرف وفنون العربية عامة وكانوا يجهدون أنفسهم بصعوبة لتكون العربية عندهم قريبا من باقي المواد وليضمنوا بقاء تفوقهم على حين كانت المواد العلمية عندهم من أسهل الأمور فلما توفر لهم جو صحيح لتعلم اللغة ومعلم متمكن قدير ورأوا أنها كالرياضيات إن لم تكن أسهل قواعديا برعوا فيها أيما براعة وأتقنوها كل الإتقان بل وحفظوا ألفية ابن مالك وأصبحوا يدرّسونها بعد أن كانت وأمثالها عندهم طلاسم وأحجيات