رِسالَتي ذِي إِلَيها
*******
عُودِي كَمَا كُنْتِ أَحلَى لِتَرفَعِي الشِّعْرَ أَعلَى عُودي لِأمسٍ مَجيدٍ فَالأمْسُ قَدْ كانَ أَغلَى كَمْ قُلتِ أَنِّي كَبيرٌ وَكُنتُ فِي الشِّعْرِ شِبْلَا حَتَّى استَوَى فِيَّ حَرْفِي وَصِرْتُ فِي الشِّعْرِ فَحْلَا أَقُصُّ شِعْرِي, وَشِعْري يَقُصُّ قَولًا وَفِعْلَا حَجَّبتُ حَرفِي بِتاجٍ لِلّهِ صِدقًا تَجَلَّى شَرِبتُ مَاءً فُراتًا فَكانَ لِلشِّعرِ أَصْلَا لَو جَاءَنِي قَولُ: جَدِّدْ بِالشِّعر, مَا قُلتُ كَلَّا لكِنَّهُ ذاكَ أَصْلِي وَعَنْهُ مَا حِدتُ فَصْلَا إِنْ كَانَ بِالأَمْسِ جَذْرِي مَدَدْتُ لِلأَمْسِ حَبْلَا أَو فِي غَدٍ قامَ مَجْدِي بَنَيتُ جِسْرًا وَوَصْلَا مَاذا جَرَى, كَي تُوارَى حَقيقَةٌ وَهْيَ تُتْلَى؟ فَالشِّعْرُ فِي سُوحِ طُهْرٍ قَدْ صَامَ فِيها وَصَلَّى وَبِدْعَةٍ, لَيْسَ يَحْمِي مَنْ كادَ فِيها وَضَلَّا وَكاذِبًا لَا يُدارِي إذْ سَالَ قَيْحًا وَجَهْلَا عُودِي لإبداعِ شِعْرٍ فَذاكَ خَيْرٌ وَأَوْلَى عُودِي كَمَا أَنتِ أَغْلَى كُونِي كَمَا كُنتِ أَحْلَى