جمال وسلاسة وإبداع
دمت بألق
مودتي وتقديري
استنكار» بقلم ناظم العربي » آخر مشاركة: ناظم العربي »»»»» خواطر وهمسات.» بقلم ناديه محمد الجابي » آخر مشاركة: ناديه محمد الجابي »»»»» وخز النوى» بقلم خالد عباس بلغيث » آخر مشاركة: ناديه محمد الجابي »»»»» قراءة فى خطبة مكانة الصحابة وفضائلهم» بقلم اسلام رضا » آخر مشاركة: اسلام رضا »»»»» نسائم الإيحاء» بقلم عدنان عبد النبي البلداوي » آخر مشاركة: عدنان عبد النبي البلداوي »»»»» الحافلة» بقلم تيسير الغصين » آخر مشاركة: أسيل أحمد »»»»» تضامن» بقلم ناظم العربي » آخر مشاركة: أسيل أحمد »»»»» قصائد بالعامية» بقلم سليمان أحمد عبد العال » آخر مشاركة: ناديه محمد الجابي »»»»» جمالُ الحبيب» بقلم سليمان أحمد عبد العال » آخر مشاركة: ناديه محمد الجابي »»»»» شوق مُمَرّد ..» بقلم ياسر سالم » آخر مشاركة: ناديه محمد الجابي »»»»»
جمال وسلاسة وإبداع
دمت بألق
مودتي وتقديري
ذات الانسان هي انعكاس لكل ما بداخله, على الخارج .. فهي تمثل وجهته في الحياة وقدراته وطموحاته, أي أنها تمثل نظرة الإنسان عن نفسه وقدراته ومهاراته , وذات الإنسان هي نتاج الخبرات التي يمر بها , إذ إنها تتشكل تلقائياً نتيجةً لعلاقة الفرد بالمجتمع والبيئة ...
فالشاعر عندما يحاور نفسه في حوار ذاتي أو ما يسمى بالحوار الداخلي والذي هو نوع من المونولوج "لا يتوجه إلى الآخرين بل يتوجه إلى نفسه , فالشخصية لا تتحدث إلى شخصية أخرى غير ذاتها , وهو حوار منظم يتضمن غالباً معنى الصراع الداخلي الذي تموج به نفس الشاعر"([1]) والمقصود بهذا المونولوج "صوت الفرد حين يحدث نفسه أو حين يفصح عن حديث النفس الداخلي ويسترسل في بسط ما في داخله من مشاعر ورؤى ..
وفي هذا النص (حوار مع النفس) يحاور الشاعر ذاته ويجادلها, يأمرها أولاً بالغناء كما في مطلع القصيدة ويمثل هذا الأمر بدايةً للتصالح مع الذات لا الصراع معها , كما قد يفهم للوهلة الأولى من عنوان القصيدة.. وذلك لأن الغناء أعظم أسباب الأنس, وأفضل طرق السعادة, وأمتع محطات الراحة والاستجمام. فهو اللغة المشتركة بين كل المخلوقات, والوسيلة الممتعة لكل الكائنات, فالعصافير تغني بالزقزقة والطيور تغني بالتغريد والأشجار تغني بالحفيف والماء يغني بالخرير والإنسان يغني بالتطريب والتنغيم والمؤمن يتغنى بالقرآن. والإنسان – كما قيل – : لم يستطع أن يتغلب على الطبيعة إلا بالموسيقى والغناء :
غني كما غنت لنا الأطيارُ
وترنمت من لحنها الأزهارُ
وما بعد الغناء إلا الطرب والنشوة والرقص :
وتراقصت عصفورة في عشها
وتهللت من فيضـــها الأنهارُ
وعقب هذه البداية التصالحية يلج بنا الشاعر في حوار عميق وجاد مع ذاته , مع نفسه المتصالحة فيعتذر لها عما أصابها, واصفاً ما حلَّ بها, فما الذي منعها من الغناء حتى دفعه إلى طلبه منها؟!!. إنه الحزن! :
إني أرى حزناً يداعب دمعةً
في جوفك النيران والاعصارُ
وقد يغني الحزين فيأتي بأبدع الألحان التراجيدية, والحزن سبب لغلبة الإنكسار على النفس, ولكنه انكسار لا سقوطَ معه بل هو رجوع لأخذ الأنفاس وتصحيح الأخطاء واتخاذ الخطوات المناسبة وسلوك الطريقة المثلى في مجابهة التحديات الماثلة كما يريد الشاعر منها :
يا نفس كوني كالغيوم كريمةً ...
ودعي جحود الاخرين وغدرهم ...
وتجرعي في الحب كل مــرارة ...
مع ما تحمله الأشطر الأخرى من الحكم العظيمة (إن الحليم لغيره غفــــــارُ) (إن الغرام بطبعه غــــــدارُ) .
وفي نهاية النص يختم الشاعر قصيدته مؤكداً على أنَّ الغناء هو أعظم وسائل التصالح مع النفس, فالغناء ضد الفَناء وهو سر الوجود. فحتى البكاء هو نوع من الغناء الحزين, فما لوحة (الطفل الباكي) للرسام الإيطالي جوفاني براغولين .. وغيرها, إلا من هذا الغناء الحزين ولكنه غناء صامت لا يُسمع عن طريق حاسة الأذن بل بواسطة حاسة البصر في نوعٍ من (تراسل الحواس).. لذا يعود الشاعر في نهاية النص ليؤكد على هذا النوع من تصالح الذات مع كل ما حولها بالعودة للغناء مرة أخرى :
عودي وغني للحياة فإنهــا
تزهو جمالاً والهوى أقــدارُ
.
ولك تحيات
أبومعاذ الجباري
[1]- الحوار في القصيدة العربية من العصر الجاهلي إلى العصر الأموي ,السيد أحمد عمارة ص 182.
ذات الانسان هي انعكاس لكل ما بداخله, على الخارج .. فهي تمثل وجهته في الحياة وقدراته وطموحاته, أي أنها تمثل نظرة الإنسان عن نفسه وقدراته ومهاراته , وذات الإنسان هي نتاج الخبرات التي يمر بها , إذ إنها تتشكل تلقائياً نتيجةً لعلاقة الفرد بالمجتمع والبيئة ...
فالشاعر عندما يحاور نفسه في حوار ذاتي أو ما يسمى بالحوار الداخلي والذي هو نوع من المونولوج "لا يتوجه إلى الآخرين بل يتوجه إلى نفسه , فالشخصية لا تتحدث إلى شخصية أخرى غير ذاتها , وهو حوار منظم يتضمن غالباً معنى الصراع الداخلي الذي تموج به نفس الشاعر"([1]) والمقصود بهذا المونولوج "صوت الفرد حين يحدث نفسه أو حين يفصح عن حديث النفس الداخلي ويسترسل في بسط ما في داخله من مشاعر ورؤى ..
وفي هذا النص (حوار مع النفس) يحاور الشاعر ذاته ويجادلها, يأمرها أولاً بالغناء كما في مطلع القصيدة ويمثل هذا الأمر بدايةً للتصالح مع الذات لا الصراع معها , كما قد يفهم للوهلة الأولى من عنوان القصيدة.. وذلك لأن الغناء أعظم أسباب الأنس, وأفضل طرق السعادة, وأمتع محطات الراحة والاستجمام. فهو اللغة المشتركة بين كل المخلوقات, والوسيلة الممتعة لكل الكائنات, فالعصافير تغني بالزقزقة والطيور تغني بالتغريد والأشجار تغني بالحفيف والماء يغني بالخرير والإنسان يغني بالتطريب والتنغيم والمؤمن يتغنى بالقرآن. والإنسان – كما قيل – : لم يستطع أن يتغلب على الطبيعة إلا بالموسيقى والغناء :
غني كما غنت لنا الأطيارُ
وترنمت من لحنها الأزهارُ
وما بعد الغناء إلا الطرب والنشوة والرقص :
وتراقصت عصفورة في عشها
وتهللت من فيضـــها الأنهارُ
وعقب هذه البداية التصالحية يلج بنا الشاعر في حوار عميق وجاد مع ذاته , مع نفسه المتصالحة فيعتذر لها عما أصابها, واصفاً ما حلَّ بها, فما الذي منعها من الغناء حتى دفعه إلى طلبه منها؟!!. إنه الحزن! :
إني أرى حزناً يداعب دمعةً
في جوفك النيران والاعصارُ
وقد يغني الحزين فيأتي بأبدع الألحان التراجيدية, والحزن سبب لغلبة الإنكسار على النفس, ولكنه انكسار لا سقوطَ معه بل هو رجوع لأخذ الأنفاس وتصحيح الأخطاء واتخاذ الخطوات المناسبة وسلوك الطريقة المثلى في مجابهة التحديات الماثلة كما يريد الشاعر منها :
يا نفس كوني كالغيوم كريمةً ...
ودعي جحود الاخرين وغدرهم ...
وتجرعي في الحب كل مــرارة ...
مع ما تحمله الأشطر الأخرى من الحكم العظيمة (إن الحليم لغيره غفــــــارُ) (إن الغرام بطبعه غــــــدارُ) .
وفي نهاية النص يختم الشاعر قصيدته مؤكداً على أنَّ الغناء هو أعظم وسائل التصالح مع النفس, فالغناء ضد الفَناء وهو سر الوجود. فحتى البكاء هو نوع من الغناء الحزين, فما لوحة (الطفل الباكي) للرسام الإيطالي جوفاني براغولين .. وغيرها, إلا من هذا الغناء الحزين ولكنه غناء صامت لا يُسمع عن طريق حاسة الأذن بل بواسطة حاسة البصر في نوعٍ من (تراسل الحواس).. لذا يعود الشاعر في نهاية النص ليؤكد على هذا النوع من تصالح الذات مع كل ما حولها بالعودة للغناء مرة أخرى :
عودي وغني للحياة فإنهــا
تزهو جمالاً والهوى أقــدارُ
.
ولك تحيات
أبومعاذ الجباري
[1]- الحوار في القصيدة العربية من العصر الجاهلي إلى العصر الأموي ,السيد أحمد عمارة ص 182.
بوركت ايها الشاعر على هذا الدر النضيد الباهر
طعم السعادة لا يبين مذاقهاكلمات تقطر حكمة ورقة وعذوبة
الا اذا حلت بنا الاكــــــدارُ
عودي وغني للحياة فانهــا
تزهو جمالا والهوى أقــدارُ
بورك البوح الجميل ـ ودام الإبداع حليفك
تحياتي.
رائعــة بحق ..
أسجل شديد إعجابي بهذه الرائعة .
سلمت يمينك على تلك الرائية مرفوعة الحِرفة والبيان شاعرنا الجميل ،
مودتي وتحيتي وعميم تقدير .
الشاعر حسين حسن الياس قلت جاء في لوحتك الشعرية :
وتراقصت عصفورة في عشها
وتهللت من فيضـــها الأنهارُ
هو بيت بصورة قصيدة ...دمت شاعرنا أكثر رقة و قدرة على السباحة في عالم البوح.
لا فض فوك فقد أحسنت الوصف لواقع الحياة وطبيعة العيش.
نص شعري جميل وأظن أنك قصدت الغيظ لا الغيض.
تقديري