الحلقة السادسة والعشرون من ( تَدَبّر معي آية )
بقلم أحمد عبد الكريم زنبركجي.
..........................................
يقول الله تعالى في سورة الأنفال:
{ يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ وَأَنَّهُ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ } (24) .
.............
( استجيبوا ) : بما أن الخطاب للذين آمنوا بالله وسلموا له بألوهيته وربوبيته سبحانه؛ فليس لهم إلا أن يطيعوا ويجيبوا، فعدم التنفيذ قد يعني النكوص أو النقص في الإيمان.
( لله وللرسول ) لله أولا، فهو الإله الخالق الذي يجب الاستجابة له من دون شروط، وللرسول ثانيا، لأنه المبلغ عن الله ، لأنه الذي لا ينطق عن الهوى.
( ... وللرسول إذا دعاكم لما يحييكم ) لقد وضع الله سبحانه للاستجابة للرسول شرطا يريح نفوس المؤمنين، فهم سيستجيبون له ( إذا ) دعاهم لما يحييهم.
وهذا لا يعني أن الرسول قد يدعو إلى ما يخالف ذلك، وإنما هو من قبيل إقرار واقع يؤدي إلى اطمئنان المأمورين، وتشجيعهم على الاستجابة للنبي الكريم.
.........
( وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ ) للعبارة تفسيرات عدة ، يمكن الرجوع إليها في التفاسير، إلا أن أقربها إلى نفسي هو ( أن الله ينذر المأمورين، ويحذرهم من عدم الاستجابة
فيبين لهم أنه قد يعاقب إن تأخروا أو ماطلوا بأن يحرمهم نعمة الهداية، فيحول بينهم وبين قلوبهم التي هي موضع العقل والإيمان، فلا يستطيعوا الاستجابة بعد ذلك!
أو أن هذا الحول بين المرء وقلبه قد يعني الموت، فإذا مات المرء لم يعد يقبل منه شيء.
........
( ... وأنه إليه تحشرون ) تحذير آخر، وتذكير بيوم القيامة، وبأن الله سيحاسب فيه الناس على كل شيء.