|
الصَّاعِدُونَ عَلَى أَكْتَافِ مَاضِينَا |
كَالهَابطِينَ إِلَى نِيرانِ نِيرُونَا |
جَمِيعُهُمْ سَكَنَوا فِي الزَّيفِ مَنْزِلَةً |
عُلُوهُمْ تَحْتَهَا مَازَالَ مَدفُونَا |
ظَنُّوا بِأَنَّهُمُ طَارُوا مَلَائِكَةً |
وَكُلَّمَا وَقَعُوا بَانُوا شَيَاطِينَا |
تَسَلَّقُوا خُطُوَاتِ الشَّكِ مُذْ قَطَفُوا |
مِنَ النُّجُومِ ومِيضًا ظَلَّ مَرْهُونَا |
إِذَا هُمُ طَرَقَتْ أَبْوَابَهُمْ دِعَةٌ |
مِنْهَا أَقَامُوا عَلَى الأَفْرَاحِ تَأْبِينَا |
إِلَى القُبُورِ يَزِفُّونَ الحَيَاةَ وفِي |
حَياةِ تِيهِهِمُ عَاشُوا جَثَامِينَا |
مُنْذُ اجْتِرَارِ الخُطَى وَالأَرْضُ رَافِضَةٌ |
بِأَنْ تَدُورَ فَتُرْدِيهِمْ مَجَانِينَا |
لَكنَّهُمْ زَرَعُوا فِي الحُمْقِ فِكْرَهَمُ |
وَحِينَمَا حَصَدُوهُ جَاءَ مَأفُونَا |
فَالشَّمسُ مُذْ أَفَلَتْ فِي عَينِهِمْ سَرَقُوا |
ظِلَالَها وَأقَامُوهَا عَنَاوينَا |
فَكَلَّمَا نُفِخُوا ظَنُّوا امْتِلاءَهُمُ |
فَرَادَةً ، وَأَعَارُوا الأُفْقَ بَالُونَا |
حَتَّى إِذَا ثُقِبُوا مَضُّوا دُخَانَهُمُ |
وَأَطْلَقُوهُ مِنَ الأَنْفَاسِ تِنِّينَا |
عَلَى أَسَاطِيرِهِمْ عَاشُوا فَمَا اقْتَرَبُوا |
مِنَ الحَقِيقَةِ دَهْرًا لَا وَلَا حِينَا |
وَلَا يَزَالُونَ يَنْسَاقُونَ فِي لَهَفٍ |
مَعَ الخُرَافَةِ حَتَّى أَصْبَحَتْ دِينَا |
تَلَبَّسُوا بِخوَاءِ العَقْلِ فَانْبَجسُوا |
مِنْ صَخْرَةِ الجَهْلِ فِي عُريٍ فَرَاعِينَا |
فَسَافَرُوا بِبسَاطِ الكِبْرِ يَرْفَعُهُمْ |
ذُلُّ التَّوَهُمِ فَارْتَدُوا بِهِ دُونَا |
إِذَا هُمُ أَبْصَرُوا مِرْآتَهُمْ عَكَسَتْ |
مِنْهَا عُيُونًا تَرَى فِيهَا مَلَاعِينَا |