|
إليكم يا دعاة العدل فصلا من معاناتي |
أغار الظلم والطغيان في أرجاء بلداتي |
فما أبقى لنا وطناً ولا استُبقيتُ في ذاتي |
أعيش مرارة الترويع أخشى يومي الآتي |
ومنذ خرجت للدنيا وحبُّ الأرض يحدوني |
طُرِدْتُ هناك في المنفى بظل القهر والهونِ |
وكلُ عواصم الأعراب تغلق بابها دوني |
لهم قد بعتهم عمري..ولما شِخْتُ باعوني |
أنا يا قوم منذ ولدت سار الكلُّ في وأدي |
ولما صرت بعدُ فتى تآمر كلهم ضدي |
وأثقال النوى في البُعْد قمت بحملها وحدي |
طرقتُ قلوبَ أمّتنا فضجَّ القوم في طردي |
صرخت على مسامعهم أما في القوم معتصمُ؟؟ |
ولما ارتدّت الأصداء نحوي أفصحَ القلمُ |
قلوبُ القوم يا أختاه بات يصيبها الصّممُ |
قلوب القوم قد ماتت فهل تُستَنهَضُ الرِّممُ؟؟ |
فعُدْتُ هناك ألمسُ في خطى الأيام آثاري |
أهيم هنا على وجهي وهامت فيّ أشعاري |
لقد تاه الدليلُ وتهتُ في بيداء أسفاري.. |
رحاب الضاد قد ضاقت على استيعاب أفكاري.. |
أنا يا قوم ليس لديّ في أوطانكم أرَبُ |
ولكني عجبتُ هنا وحقَّ لنفسي العَجَبُ |
..أنا العربيُّ..فيمَ العُرْبُ ليس يسوسهم عَرَبُ |
ذرفت دموع مأساتي وأرهق خطويَ النصَبُ. |
بلادي أميَ اغتصبت ..وفي المأساة مات أبي |
طردتُ هنا بلا سببٍ فقلت لنفسي انتحبي |
فليس تريْن أرضَ العزِّ في أثوابها القُشُبِ |
وليس تفيضُ بالأثمار أرضُ التين والعِنَبِ |
طريدٌ هائمٌ يشكو مصاب َ البُعد واليُتْمِ |
أصاب البعضُ غُنْمَ الهمِّ حين وقعت في الغُرْمِ |
مضيْتُ أُسائلُ الأيام والأفهام عن جرمي |
وكيف انهالت الأسياف تسلب من دمي حلمي |
غدوْتُ كريشةٍ في الجوِّ ريح الكيد تقذفني |
فلا الأعراب في بدوٍ ولا الأرياف تعرفني |
ولا الخرطومُ تمهلني ولا صنعاء تقبلني |
تراها ثارت الأمواجُ لما أبحرت سفني.؟؟ |
أنا يا قوم رغم الكيْدِ ما قطّعتُ أرحامي |
ولا خنت الوداد ولو أصابوا طير أحلامي |
فحقل أخوّتي تسقيه دفقة جرحيَ الدّامي |
أنا الإسلام ربّاني فلستُ أخونُ إسلامي. |
بلادُ العُرْب موطننا كذا عُلِّمتُ في صغري |
فشامي منكِ يا صنْعاء مثل القوْس للوترِ |
أروني نخوة الأعراب والإسلام في كِبري |
ظلام القهر يكفيني أنيروا في الدجى قمري. |