متعبٌ
مُتعَبٌ منْ دهْرٍ كثيرِ الخطوب........و قليلِ السرور و الترْحيبِ
متْعبٌ من تأخّري وجمودي.........وجروحي ووحْدتي و نَحيبي
و منَ الموت كلَّ يوم وحيدًا.......و من الناس و الملامِ العصيب
متعبٌ منْ خروج خيْلي تباعًا....من سباق الوصول دونَ نصيب
و منَ الشمْس حين يصْطادها بعدَ....حياةِ الشموخ سهْمُ الغروب
متْعبٌ من تحمّلي لوجودٍ..........صار فيه الشريفُ مثلَ الغريب
و من البنِّ طعْمُه صارَ عندي .......مثلَ طعْم الفراق و التَّعْذيب
و منَ الحُسْن في عُيون الغواني.....و من القبْح في لباسٍ قشيب
متْعَبٌ من سماع لغْو السكارى.........عندما يحْتسون أمَّ الذنوب
و منَ الاقْتراب منْ كائنات ......عندها الحقْدُ ساكنٌ في القلوب
و منَ الاقْتتال في كلِّ شيْءٍ .......و منَ السَّيْر في طريقٍ جديب
و من السامعين كمْ منْ نداءٍ........لمصابٍ يبكي و لا منْ مجيب
و من القامعين كلَّ ضعيفٍ...........و من الناكرين حقَّ الأديب
و من الواقفين مثلَ الأفاعي........و من الراغبين في التخريب
و من الرَّاكبين خيلَ الملاهي.......و من السالكين درْبَ العيوب
و من الخائفين منْ كلِّ شيْءٍ.........و من الطامعين في المنكوب
ومن العيْش في الضجيج الذي يقْضي..قضاءً على صدى العندليب
و منَ السَّهْر في ضيافةِ بيت .......الهمِّ أحْضانُه كحُضْن اللهيب
و من الضرِّ حين يهْجمُ منْ كلِّ........مكانٍ و لمْ يَعدْ منْ هروب