أراد الديكُ أنْ يمشي قليلاً
.................................................. ........ بساحِ البيتِ في وقتِ الغُروبِ
فوافقه الدجاجُ ولم يُعارِضْ
.................................................. ............ وهنأهُ على الرأي المُصيبِ
وصار الجمْعُ خلفَ الديكِ يمشي
.................................................. .......... ولم يُصغوا لذي قولٍ مُريبِ
فقد عَهِدوه ذا عقلٍ رزينٍ
.................................................. ...........وذا حزمٍ وعزمٍ في الخُطوبِ
بِحكمتهِ يُشيعُ العدلَ فيهم
.................................................. .........بلا غَرَضٍ سوى ورعٍ وطيبِ
ولكنَّ ابن مالِكه تمادى
.................................................. ..........وقال له: أتُدعى باللبيبِ...ّّ!!
فإني لا أراك سوى جهولٍ
.................................................. .......... ومفتونٍ وعقلكَ في مغيبِ
تجرُ مُفاخِراً أعطافَ حُمْقٍ
.................................................. ...........تُغطي اللؤمَ في ثوبٍ قشيبِ
تتيهُ على الأنامِ وأنتَ دونٌ
.................................................. ..............فيا لوقاحةِ الديكٍ الكذوبِ
فهيا ارجعْ فلا بوركْتَ ديكاً
.................................................. ...........وعُد للقِنِّ من قبلِ الغروبِ
فقال الديكُ إنَ الأمرَ أمري
.................................................. .......... وما فينا لِقولِكَ مِن مُجيبِ
أنا ملِكُ الدجاجِ ولستُ أرضى
.................................................. ........... بِحُكمٍ من غريبٍ أو قريبِ
لذا استاءَ الغُلامُ وراح يعدو
.................................................. ........ لإجبار الدجاجِ على الهُروبِ
ولمّا ضاقَ فيه الديكُ صبراً
.................................................. ...... وفاض الأمرُ بالصدرِ الرحيبِ
أتاهُ بِسرعةٍ مثل الضواري
.................................................. ............... ونهنهُ بِنَقْرٍ مع وثوبِ
بمنقار كحدِ السيفِ ماضٍ
.................................................. .......وزوجٍ مخالب الليثِ المَهيبِ
لذا هربَ الغُلامُ وصار يبكي
.................................................. .......... بِمُنْهَلٍّ من الدمعِ الصبيبِ
وقام الديكُ صلى الوقتَ جمعاً
.................................................. ......... وقالَ لِنفسه يا نفسُ توبي
فإني مُذْنِبٌ والعفوَ أرجو
.................................................. ........ مِن الرحمانِ غفارِ الذُنوبِ
فرغم شجاعتي لم آتِ ظُلماً
.................................................. .. وعُمري ما سعيتُ إلى الحُروبِ
ولكنّ الغلامَ سعى لِظُلْمي
.................................................. ....... وألجأني إلى وَعِرِ الدروبِ
وأفقدني الصوابَ وطارَ عقلي
.................................................. ..... مُطاردةُ الدجاجِ مِن الغريبِ
ولستُ بِخاذِلٍ أهلي وشعبي
.................................................. .... وبئس الأمرُ خذلان الشُعوبِ
من قديم ما كتبت وهي قصة حقيقية حَدَثَتْ أمامي فصغتها شعرا........