|
قِفْ يا زمانُ وأطلقِ الألحانا |
فلقد سقاكَ إلهُنا وسقانا |
من شرعه الفيّاض كلٌ يستقي |
عدلاً وبرّاً 00 رحمةً غفرانا |
شمل العبادَ بفضله ما منهمُ |
إلاّ تغشّى نعمةً إحسانا |
ما ضرّ إنساناً أتته مصيبةٌ |
إن كان يرجو بعدها الرّضـْـــوانا |
فالله أرحمُ بالخليقةِ منهمُ |
سبحانَه متفضّلٌ00 سبْحانا |
مستودعَ الخيراتِ نورك ساطعٌ |
أطلقتَ خيرَك للدّنا ركبانا |
غذّاك قومٌ قد حباهم ربُّهم |
من فضله فتبرّعوا عرفانا |
لم ينشدوا شكرَ العباد وإنما |
همْ ينشدون من الإله جنانا |
فتراهمُ قد أخلصوا أعمالهم |
وغدَوا لكل فضيلةٍ أعوانا |
منهم أناسٌ صيَّروا أوقاتهم |
سهراً عليك فشيّدوا البُنْيانا |
ما راعهم نصبٌ ولا وصبٌ ولا |
غرّتْهم الأحلامُ في دنيانا |
فرعوك يا مستودعَ الخيراتِ في |
حُبٍ يُديمُ على الحياةِ أمانا |
كم من فقيرٍ قد رأفتَ بحاله |
قد كان يقضي ليلَه جوْعانا |
كم من ليالٍ باتها متوسّداً |
ذُلَّ السؤالِ 00مُفكّراً حيْرانا |
يكسو بنيه الصّبرَ، علَّ بصبرِه |
دفءَ الذي قد جاءه بردانا |
لو قد نظرتَ إليه دون ثيابه |
من ضعفه ما خلتَه إنسانا |
يبكون دمعاً غير أن أباهمُ |
يبكي دماً من قلبه أزمانا |
يقتاتُ في هذي الحياةِ فتاتَها |
والنّفسُ تأْبى أن تذقه هوانا |
و إذا نظرتَ إلى اليتامى مالَهم |
من كافلٍ يكفيهمُ الخُذْلانا |
فتراهمُ خُرساً إذا خاطبتَهم |
والدّمعُ أبلغُ ما يكونُ لسانا |
ما منهمُ إلاّ ويرجو مِنَّةً |
ممَّنْ يظنُّ بقلبه إيمانا |
فالنّاس منهم من يرقُّ لشأنه |
و سواهمُ مَنْ ردَّه خَسْرانا |
و إذا نظرتَ إلى الأراملِ حالُهم |
يُدمي القلوبَ فقد شكـوْا هجرانا |
فقدوا الذي قد ضمّهم بحنانه |
فقدوا القريبَ00الخلَّ والجيرانا |
ما ورّث المسكينُ مالاً يُرتجى |
لكنّه قد ورّثَ الأشجانا |
فحميتهم مستودعَ الخيراتِ من |
ذُلِّ الزّمانِ فأورقوا الأغصانا |
كم من نفوسٍ قد ملكتَ فؤادها |
قد أوشكتْ أن تتْبع الشيطانا |
لولا إلهي ثم لولا فضلُكم |
لغوَوْا وزادُوا في الدُّنا طغيانا |
فالحمد لله الذي قد خصّكم |
بمدادِ خيْرٍ يمسحُ الأحزانا |
ويحيلها فرحاً فيبهجُ أنفساً |
و يبثـُّها أملاً يجوبُ قرانا |
والحمد لله الذي من فضله |
نَحْيى بظلِّ شريعةٍ إخوانا |