وُضوءًا بها حينَ تفيضُ إليّْ !!
إلى ريحانتي الأولى " زُلفى " الحالِمة والطَّموحة والحُبّ ...
مَسَحَتِ الْقَذى مُنْذُ جِئْتِ فُراتِيَّةً مِنْ مَمَرِّ السَّماءْ
تَنَزَّلْتِ حُلْمًا جَميلاً تَمَرَّغَ في الْعَيْنِ كَالْمَطَرِ اللُّؤْلُؤيِّ
كَنَفْحَةِ "عيسى"
تَهُزُّ الأزاهيرَ في قَلْبِ "مَرْيَمَ " بَعْدَ انْحِباسِ الْمَدى
وَتَهْزَأُ بِالْمَوْتِ إنْ زاوَجَ اللَّيْلَ بِالْحُبِّ وَالْقَرْيَةِ الآمِنَةْ
كَغَيْمَةِ "يُوسُفَ" لَمَّا كَسَتْ روحَ "يَعْقوبَ" بِالْعُشْبِ مِنْ كَفِّها
تُبَلِّغُها الْوَجْدَ حين تَبَلَّلَ في الْجُبِّ ذاتَ غيابْ
وَتوقِظُ فيهِ الْفَراشَ المُلَطَّخَ بِالْفَقْرِ مِنْ أَلْفِ عامْ
تُزَيِّنُ إسْفِلْتَ ذاكَ الْمَساءِ الْيَتيمِ بِرَقْصِ الْمَطَرْ
لِقَلْبيَ ما تَنْسُجُ الْقُبّراتُ لِطِفْلِ الشَّوارِعِ في خلْوَةٍ
وَما يَرْتَجيهِ الْمُريدُ لِتَدْفِئَةِ الرُّوحِ مِنْ شَيْخِهِ !
وَما لَمْ يُصَغْ بَعْدُ مِنْ سُبُحاتِ الْهَوى !
•••••••••••••
سَماءً أَتَيْتِ
تَضُمِّينَ عَنْ تُرَّهاتِ الشَّتاتِ الْعَرايا
وَتَرْمينَ بَعْدَ انْفِراجِ نِطاقِكِ كُلَّ النُّجومِ عَلى أعْينِ البائِسينْ
خَرَجْتِ إِليَّ كَحوريَّةٍ مِنْ بَلاطِ الْفراديسِ لَمَّا وُلِدْتِ !
وَبَيْنَ يَدَيْكِ الْسَّماواتُ تُلْبِسُ روحِيَ أسْرارَها
وَتَشْطَحُ بِالْعِشْقِ للكائِناتِ الَّتي وَحَّدَتْ دَرْبَها
تَقولينَ رغْمَ اشْتِباكِ التَّفاصيلِ في مُقْلَتَيْكِ : " خُذيني !
وَلُفِّي فُؤاديَ عَنْ قَرْصَةِ الْخَوْفِ ماما
وَغَنِّيْ كَثيرًا لأغْرفَ ما أشْتَهيهِ مِنَ الْحُبِّ كَالْعارِفينْ
خُذيني ومُدِّي بِقلْبي السَّواقيَ حَتَّى يَنوءَ الرَّدى بِالرَّدى
وَرُشِّيهِ بِالْوَرْدِ وَالْقُبُلاتِ لأذْرفَ للأَرْضِ أسْماءَها "
••••••••••••
قَديمًا
رأيْتُكِ فِيْ مُقْلَتَيَّ سُطوعًا تَكَشَّفَ قَبْلَ تَوَحُّدِ مَعْناكِ في تُرْبَتي
تُعِدِّينَ للرُّوحِ سِرْبَ الْحَماماتِ إنْ مَسَّني الْحُزْنُ وَحْدي
وَتُدْنينَ مِنِّي الْفراديسَ حَتَّى أُسَرِّحَ في مَدِّها ما أشاءُ!
وَلَيْسَ هُنالِكَ مَنْ يَخْطِفُ الأمْنياتِ لِيَرْمِي جَدائِلَها عُنْوَةً
وَمَنْ يَهِبُ الرِّيحَ عُشَّ الْحَكايا الّّذي أنْجَبَ الأغْنياتِ الْجَديدةْ
بِماذا أَتَيْتِ غَداةَ مَزَجْتِ دَمي في دَمِكْ ؟!
وَكَيْفَ حَشَوْتِ حَقائِبَ عُمْريَ بِالدِّفءِ قَبْلَ تَجَلِّيكِ بَيْنَ يَدَيَّ ؟!
تَطيرينَ عُصْفورَةً في حَشايَ فأبْرؤُ مِنْ ذَبَحاتِ السَّنينِ
وَأضْحَكُ حينَ يُباغِتُني نَقْرُكِ الْفَوْضَوِيُّ !
رأيْتُكِ يا زَفْرَةَ الْمِسْكِ حَوْلي
يُبَخِّرُ صَوْتُكِ قَلْبي فَيَرْجِعُ مُزْدَحِمًا بِالْغِناءِ
وَتَبْقَيْنَ ناصِعَةً كَالصَّلاةِ /تَلُفِّينَ طيني بِصوفِيَّةٍ مِنْ يَدَيْكِ
رأيْتُكِ في قُبْلَةِ الشَّمْسِ تُمْطِرُ أضْواءَها للرُّبى
تُوَرِّثُني الْفَجْرَ حَتَّى أُعيدَ لِقَلبيَ سيرَتَهُ السَّابِقَةْ
رَأَيْتُكِ مُزْدانَةً كامْتِلاءِ الْمَلائِكِ بِالنُّورِ وَالْخُضْرَةِ الْفائِقَةْ
أُناديكِ : " زُلْفـى " !
فَتَبْسطُ روحي الْجَناحَيْنِ صَوْبَ السَّماءْ
وتُوقَدُ فيها النُّجومُ الَّتي غُرِسَتْ بِدَمِ الأنْبياءْ!
كَزنْبقَةِ الْماءِ لمَّا طَفَوْتِ عَلى صَفحاتِ الْمنامِ وكادوا بِهِ يَكْفُرونْ
خَلاصِيَ أنْتِ
وأنْتِ لِقَلْبيَ رَيْحانَةٌ لا تموتُ
••••••••••••
عَلِقْتُ بِحُبِّكِ مِثْلَ خُشوعِ الْمُصَلِّي إذا أذَّنَ الطُّهْر في صَدْرِهِ
وَسافَرْتُ فيكِ كَما سافَرَتْ نَجْمَةُ اللهِ في آنياتِ الْمَدى
تَوَضَّأْتُ حينَ أفَضْتِ إِليَّ بِنورِكِ حَتَّى انْتَشَيْتُ
وكُنْتِ الْقيامَةَ للرُّوحِ بَعْدَ التَّبَعْثُرِ في هَذَرِ الْعابِرينْ
قَصَصْتُ عَليْكِ الرُّؤى:
( أتَيْتُ عَلى أَلْفِ سَفْحٍ
وَكانَ الْمَدى مُتْخَمًا بِالطُّيورِ الَّتي خَبَّأتْ دَمْعَتَيَّ بِمِنْقارِها !
تَمُرُّ بِها الرِّيحُ / تَرْكُلُ ما خَبَّأتْهُ
وَكُنْتِ عَلى بُعْدِ نَبْضٍ تُوارينَ خَوْفَكِ كَيْ تَلْقُطي ما تَكَسَّرَ في الدَّمْعَتينْ ! )
لِحُبِّكِ وَجَّهْتُ قَلْبي
وَأشْرَعْتُهُْ لِروائِح ذاكَ الضِّياءِ الْكَثيفِ عَلى فَلَكِ الْمُؤْمنِينْ
تَعالَيْ نُعَبِيءُ بالونَةَ الْعيدِ بِالْحُبِّ للأصْدِقاءْ
ونُطْلقُ للشَّمْسِ طَيَّارَةَ الْحُلمِ الْمُشْتَهاةْ !
مَسَحَتُ عَلَيْكِ
فَهَيَّأْتِ كُلَّ الْغُيومِ سَريرًا لِكَيْ أسْتِريحْ
شُغِلْتُ بِذِكْرِكِ حَتَّى اصْطَفَتْني النَّوارِسُ كَيْما نَطيرُ مَعًا
وَعَلَّمَني الْحُبُّ كَيْفَ أُعيدُ بَياضَ الْقَصيدَةِ إنْ شَعَّثَتْهُ الزَّوايا !
تَجيئينَ مِنْ قُبَّعاتِ النَّهاراتِ حَلْوًى تُضيفُ لِعُمْريَ ألْوانَهُ
إليْكِ فُؤاديَ زيدي بِهِ رغْوةَ الأمْنياتِ لِيَنْمو
إليْكِ أنا فامْنَحيني الْمَسرَّةَ يا عُشْبَةَ الْجَنَّةِ الْخالِدَةْ
أمِنْ ضَوْءِ غَيْرِكِ أغْسِلُني بَعْدَ كُلِّ بُكاءٍ ؟!
دَعيني أُسَجِّلُ ـ كَالْبَحْرِ ـ ميلادَ عُمْريَ يا حُبَّ ماما
فَلَسْتِ هُنا غَيْرَ وَجْهِ النُّبوَّةِ /يُرْجِعُ خَفْقَتيَ الشَّارِدَةْ
••••••••••••
يَموتُ الْكَلامُ الْمُعَلَّبُ إنْ رَجَّهُ اللَّيْلُ في كَفِّهِ
وأَبْقى لـِ " زُلْفايَ " أُزْجي الْحَكايا الَّتي لَمْ تَقُلْها الْعَصافيرُ للحالِمينْ !