|
عَطَّرْتُ قَلْبِيْ على طُهْرٍ وَإنْشَادِيْ |
بِذِكْرِ رَبِّيْ ، وَذِكْرَى مَوْلِدِ الهَادِيْ |
على بُرَاقِ اشْتِيَاقِيْ جِئْتُ مُحْتَفِلًا |
أُهَدْهِدُ البَـوْحَ في مِعْـرَاجِ إنْشَادِ |
أتَيْتُ أنْثُرُ مِـنْ فَيْضِ السَّنَا دُرَرًا |
آيَاتُ مَعْبُوْدِ في أبْيَاتِ عُبَّــادِ |
فَحَلَّقَ الحَـرْفُ مَسْرُوْرًا وَمُنْتَشِيًا |
ما دَوْزَنَ العَزْفَ إلَّا البُلْبُلُ الشَّادِيْ |
بُشْرَى مِنَ العَرْشِ هَزَّتْ لَيْلَ إرْقَادِ |
فَاهْتَزَّتِ الأرْضُ إيْذَانًا بِمِيْـلادِ |
وَأنْجَبَتْ أحْمَدًا ، طِفْلًا وَفي فَمِهِ |
نُوْرُ النُّبُـوَّةِ يَمْحُوْ لَيْـلَ إلْحَادِ |
مِنْ خَلْفِهِ الرُّوْحُ،وَالرَّيْحَانُ في يَدِهِ |
وَبَيْنَ عَيْنَيْهِ ـ إيْحَاءاتُ إسْعَادِ |
الهَاشِمِيُّ الذي هَبَّتْ بِمَـوْلدِهِ |
رُوْحُ الحَيَاةِ، وَدَبَّتْ بَيْنَ أجْسَادِ |
المُنْقِذُ العَامُ في الدَّارَيْنِ مَكْرَمَةً |
وَالمُرْشِدُ التَّامُّ تَأهِيْلات إرْشَادِ |
كَأنَّـهُ يُوْسُفٌ ، وَالثَّـوْبَ مِلَّتُـهُ |
وَلَيْسَ يَعْقُوْبُ إلَّا أُمَّـةَ الضَّـادِ |
هَدِيَّـةُ الغَارِ، هَدْيًا يُسْتَضَاءُ بِهِ |
نُـوْرًا يَرَاهُ خَبِيْثُ الطَّبْعِ بِالْكَادِ |
تَجَلَّتِ المِلَّةُ السَّمْحَاءُ بَاسِطَةً |
بِالعَـدِلِ أجْنِحَةً ذلَّتْ لِوُفَّادِ |
رَأى المَسَاكِيْنُ فِيْهَا الفَضْلَ فَاتَّبَعُوا |
سِرًا، وَجَهْرًا، فَكَانُوا خَيْرَ رُوَّادِ |
وَاسْتَيْقَظَ النَّاسُ وَالمِيْزَانُ مُنْتَصِبًا |
صَـارَ العَبِيْـدُ بِـهِ أسْيَادَ أسْيَادِ |
نَادَى الرَّسُوْلُ إلى التَّوْحِيْدِ فَاتَّحَدَتْ |
بَرَاثِنُ الغَـدْرِ وَامْتَدَّتْ بِأحْقَادِ |
فَجَاءَهُ الإذْنُ إيْذَانًا بِهِجْرَتِهِ |
مِيْلادُ تَارِيْخِ في مِيْعَادِ أمْجَادِ |
كأنَّ يَثْرِبَ بُسْتَانٌ يَفُوحُ شَذًا |
مِسْكُ النُّبُوَّةِ بِالْرَّيْحَانِ وَالكَادِيْ |
بَدْرٌ أطَلَّ عَلَيْهَـا وَهْيَ مُظْلِمَة |
فَاسْتَقْبَلَتْهُ ــ بِتَرْحِيْبٍ وَإنْشَادِ |
هُنَاكَ أرْسَى على الأخْلاقِ مَمْلَكَةً |
قَامَتْ على مَنْهَجِ الشُّوْرَى بِأجْنَادِ |
جَيْشًا بَنَاهُ على التَّوْحِيْـدِ، دَاسَ بِهِ |
على رُؤوسِ طَوَاغِيْتٍ ، وَأوْغَادِ |
فَأدْبَرَ الظُّلْمُ مَهْزُوْمًا وَمُنْكَسِرًا |
وَأقْبَلَ العَدْلُ مِلْئ السَّهْلِ وَالوَادِيْ |
مُحَمَّـدٌ، يا بنَ عِبْدِ اللهِ بِيْ وَجَعٌ |
ما كُنْتُ أُبْـدِيهُ ، لَوْلا أنَّهُ بَادِيْ |
أطْفَأتَ بالأمْسِ نَارَ الفُرْسِ وَانْدَحَرَتْ |
كَتَائبُ الرُّوْمِ، زَحْفًا تَحْتَ مِرْصَادِ |
وَهَاهُـمُ اليَوْمَ عَادُوا فَاتِحِيْنَ على |
طَرِيْقَةِ العَصْرِ في أذْنَابِ أحْفَادِ |
إذَا تَذَكَّرْتُ ذِيْ النُّوْرَيْنِ ، تُفّ على |
أنْصَافِ حُكَّامِ ، أوْ أتْبَاعِ أعْـوَادِ |
وإنْ تَذَكَّرْتُ سَيْفَ اللهِ ، مَعْذِرَةً |
فَأيْنَ مِنْ خَالِدٍ أشْبَاه قُـوَّادِ ! |
مَحَمَّدٌ يَا رَسُوْلَ اللهِ ، تُخْجِلُنِيْ |
أيْضًا ، وَتَسْألُنِيْ في غَيْرِ مِيْعَــادِ |
أخْزَى السُّـؤالُ جَوَابِيْ، لَسْتُ مُعْتَرِضًا |
لَكِنَّهُ كَدَرٌ في صَفْوِ أعْيَادِ |
إنْ كُنْتَ تَسْألُ عَنْ مَسْرَاكَ، مَعْذِرَةً |
قَضِيَّةٌ لَمْ تَعُـدْ تَحْظَى بِأبْعَادِ |
قَدْ أعْلَنَ القُدْسَ لِلْمُحْتَلِّ عَاصِمَةً |
وَوَقَّعَ القِـرْدُ عَنْ خَمْسِيْنَ مُنْقَادِ |
أوْ كُنْتَ تَسْألُنِيْ عَنْ أُمّتِيْ عَدَدًا ؟ |
غُثَاءُ سَيْلٍ، وَلا تُحْصَى بِتَعْــدَادِ |
كَأنَّهَا قَصْعَةٌ ، عَنْ كُلِّ نَاهِشَةٍ |
فَـمٌ يُمَزِّقُهَا ، أنْيَابُ حُسَّادِ |
فَفِيْ العِرَاقِ، وَفي شَامٍ، وفي يَمَنٍ |
دَمٌ يُرَاقُ بِإيْمَاءاتِ ( مُوْسَادِ ) |
هَا نَحْنُ في يَمَنِ الإيْمَانِ، وَا أسَفَا |
كُنَّا بِخَيْرٍ إلى أنْ جَاءَنَا ( هَادِي ) |
مَنْ لَمْ يَجَـدْ حَتْفَهُ قَصْفًا بِطَائرَة |
حَتْمًا يَجِدْهُ بِرَشَّاشَاتِ ( صَمَّادِ ) |
وَالرُّعْبُ جِسْرٌ، وَلَكِنْ كَيْفَ يَعْبُرهُ |
مَنْ أمْنهُ بَيْنَ سَفَّاحٍ وَجَلَّادِ ؟! |
وَالنَّاسُ خَيْرٌ وَشَرٌّ ، لَكِنْ اخْتَلَطَتْ |
بِالخَاثِرِ المُجْتَبَى أحْمَـاضُ زَبَّادِ |
دَمْعِيْ لِدَمْعِكَ يا خَيْرَ الأنَامِ فِدًى |
فِدَاكَ نَفْسِي، أبِيْ، أُمِّيْ، وَأوْلادِيْ |
مَا جِئْتُ أشْكُوا، وَلَكِنِّيْ بَكَيْتُ دَمًا |
وَبِالمِدَادِ بَقَايَا دَمْعِ أكْبَادِيْ |
أزْكَى الصَّلاةِ خِتَامًا وَالسَّلامِ ، رَجَا |
عَيْنِيْ تَرَاكَ ، فَتُرْوِيْ غُلَّهَا الصَّادِيْ |