المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ثناء صالح
الشكر لكم على حسن تقبلكم لهذا الحوار الجميل أستاذنا الشاعر القدير ميسر العقاد .
اسمحوا لي أن أخالفكم الرأي فيما يتعلق بتقييم العرب أخلاقيا قبل الإسلام , فعلى الرغم من طبيعة حياتهم التي كانت تقوم على الغزو الجاهلي القبلي ،والتي كان يسوّغها العُرف الجاهلي آنذاك بمنطق رد الفعل التناحري . إلا أن التاريخ يشهد فيما عدا ذلك بسمو أخلاق العرب على المستوى الفردي لا على المستوى القبلي .
فكان همّ الفرد فيهم إثبات كرمه وشرفه وشهامته وعزة نفسه, وبذلك امتلأت نفوسهم , وفي إغاثة الملهوف وإكرام الضيف ونصرة الضعيف كانوا يتنافسون ، وبالشجاعة والفروسية والمروءة والنخوة والثبات على ما يرونه حقا كانوا يتفاخرون.
لقد كانوا أحسن أهل الأرض أخلاقا ، ولميولهم الفطرية لاتباع الأخلاق القويمة ولاتسامهم الفطري بالإخلاص لما يعتنقونه من عقيدة اختارهم الله لحمل أمانة الإسلام ورسالة التوحيد إلى البشرية .
فلم يكونوا كلهم إذن (هملا) بل كان فيهم خيار الناس وهم الأغلبية.
عن أبي هريرة، رضي الله عنه قال: قال رسول الله : "..فعن معادن العرب تسألون ( وفي رواية مسلم "تجدون الناس معادن)، خيارهم في الجاهلية خيارهم في الإسلام إذا فقهوا." رواه البخاري".
ثم إنكم لم تتحدثوا في شعركم عن العرب عامة حديثا عاما، بل ذكرتم الصحابة الأشراف والذين كانوا خيار الناس في الجاهلية وفي الإسلام مثل أبي بكر وعمر وعثمان وعلي ...رضي الله عنههم أجمعين , وهؤلاء لم يكونوا من عامة الناس في الجاهلية ليوصفوا بعد ذكر أسمائهم بأنهم (همل ) !
ما إنْ رأى كأبي بكرٍ ولا عمرْ
ولا عليٍّ ولا عثمانَ ذي الكرم
أو خالدٍ أو كسعدٍ أو كعائشةٍ
ماذا أعدُّ ؟ ألوفٌ في ذرى القمم
لولاك أحمدُ ما كانوا سوى همَلٍ
في البيد تلهثُ خلف الشاء والنَّعَم
إن الضمير (واوالجماعة ) في الفعل (كانوا ) يعود على الصحابة أبي بكر وعمر وعثمان وعلي وخالد وسعد وعائشة -رضي الله عنهم جميعا وأرضاهم - ولا يعود على (العرب عموما) ، لذكر أسمائهم صراحة وعدم ذكر لفظة (لعرب ) في النص,
مع التحية والتقدير
شكرا لإضاءتك للموضوع مرة بعد مرة أستاذتنا وشاعرتنا الفاضلة المبدعة وردك الجميل المفيد
وأنا معك تماما في ما ذكرت من حسن أخلاق كثير من العرب وسمو أنفسهم خاصة ألصحابة الأخيار ولم أخالفك في هذا إذ قلت (فوصفي لهم بماذكرت إذن تبيان لعظمة الدين ولعظمة المعلم الأعظم الرسول صلى الله عليه وسلم أولا وتبيان لرفعة همتهم وطهارة قلوبهم وشرف نفوسهم ثانياوهذا من أهم أسباب اصطفاء الله العرب للرسالة الأخيرة و التي أهلتهم لا للخلاص من حالتهم المزرية فحسب بل لتخليص العالم كله) إنما كان قصدي كله أنهم كانوا لولا بعثة رسول الله فيهم لما ظهر المكنون من عظمتهم ومواهبهم كالدرة المكنونة لا يظهر حسنها الباهر للناس ما لم يكشف عنها الغطاء وتجلى فكلمة همل لا ذم فيها ولا قدح انما هي تعبير عن حال كثير من الأفراد على مدى التاريخ سابقا والآن ولاحقا ليس العرب خاصة لم تتهيأ لهم الظروف اللازمة فطمرت مواهبهم ولم تظهر إمكاناتهم وأكبر مثال علماء العرب ورجالاتهم في المغتربات الذين تبوؤوا أعلى درجات مجتمعاتهم في المهجر ولو بقوا في بلادهم لطواهم الإهمال والنسيان ولكان قصارى همهم لقمة الخبز وعيشة الكفاف
دمت بخير ولا عدمنا قلمك ورأيك السديد
تحياتي وتقديري الكبير