سألتُ الدين
سَألْتُ الدينَ : ممَّاذا تُعَاني؟..........فقَالَ: منَ التَّجاهلِ وَ الجُحود
رأيْتُ المرْءَ للشَّهواتِ عبْدًا...............و للفِكْر السّقيم و للنُّقود
فَجئْتُ أُكسِّرُ الأَصْفادَ عنْه.............لكَيْ يَرْتاحَ مِنْ عَيْش العَبيد
أَتيتُ أُحَاربُ الظَّلماءَ حَتَّى................يَعمَّ النُّورُ أَرْجاءَ الوجود
أَزيحُ الجهْلَ عنْ عيْشِ البرايا...........وَ أرْفعُ رايةَ العلْمِ المجيد
فكمْ في الجَهْل مِنْ شيْءٍ مُضرٍّ.....و كمْ في العلْمِ مِنْ شيْءٍ مُفيد
فإنَّ الجهلَ بَابٌ للمَهاوي..................و إنَّ العِلْمَ بابٌ للصُّعود
يَدي مَمْدودَةٌ للنَّاس دوْمًا...........وَ مَا حادتْ عن القصْد الحميد
و إنَّ العيْشَ بالإيمان يغدو ...........بهيَّ الوجْه كالصبْح الجديد
فطوبى للذي ما مَالَ عَنِّي...........و آمن بي و دافعَ عَنْ حدودي
وَويْلٌ للذي قدْ صَدَّ عنِّي...............و واجَهني بأسْلحةِ الجُحود
فإنَّ المرْءَ في خسْرٍ إذا لمْ ..............يَضَعْ في بَاله يوْمَ الوَعيد
عَن الدنيا سَيرْحلُ كلُّ شخْصٍ...............فما الدُّنيا بِدارٍ للخُلود
مُقام النَّاس في الدُّنيا قَصيرٌ...........و يُخْتَمُ في النِّهاية بالهُمود
و مَنْ لله أَمْضاه سُجودًا.............لهُ خَيرُ الجَزاءِ على السُّجود
لقدْ وُعدَ التقيُّ بكلِّ شيْءٍ.....................تَمنَّاه و حَتَّى بالمزيد
و وعْدُ الله حقٌّ ليْسَ زورًا.............. و قوَّتُه تزيدُ عن الحدود
سَينْدمُ كلُّ شَخصٍ حينَ يمْضي............عنِ الدنيا بلا زادٍ مُفيد
فعالُ المرْء في الدنْيا سَتبْقى........عليه هناكَ مِنْ أَقْوى الشّهود