الأستاذ الفاضل محمد البياسي
أستاذي رحمه الله كان يسمي هذيان أدونيس وأذنابه وأذناب أذنابه: "أدب القفز بالمظلات" وتروق لي هذه التسمية كثيرا.
ولأستاذي رحمه الله قصة مع أدونيس عمرها أكثر من أربعين عاما سأرويها لك
التقى أستاذي أدونيس في بيروت مطلع الستينات على هامش مهرجان تتويج الأخطل الصغير
فتبادلا أطراف الحديث ودخلا في نقاشات متشعبة استطاع من خلالها معرفة مدى ثقافة الرجل وشساعة أفقه, وتنوع مناهله المعرفية
وتخلل الجلسة قراءات شعرية متبادلة,
حين أنهى أدونيس نصه سأله أستاذي رحمه الله: هل تتفضل بإضاءة بعض زوايا النص لأنني لم أفهم منه شيئا؟
فاجابه: أعدني إلى اللحظة التي كتبت فيها النص حينها فقط أستطيع أن أضيء ما تشاء.
من خلال هذه القصة نلاحظ بأن نقيضين قد اجتمعا في هذا الرجل: ثقافة واسعة, وأدب فراغي بلا لون ولا طعم ولا رائحة
فكيف اجتمع النقيضان؟
الجلوس مع أدونيس ليس كالجلوس مع غيره, فهو يأسرك بعلمه وثقافته, ويبهرك بلباقته واحترامه لك.. فلا تغادر مجلسه إلا وأنت كالمسحور, ومن لحظتها تبدأ ملحمة التصفيق معك ولا تنتهي.
هذا الكلام منقول على لسان صديق لي له باع طويل في الأدب والنقد, قابل أدونيس مرات عديدة, ووقع تحت وطأة سحره سنوات إلى أن عاد |إلى رشده.
من يريد أن يفك لغز أدونيس ومن لف لفه عليه أن يتوجه إلى أرشيف السفارة الأمريكية في بيروت, ليتعلم درسين مهمين:
الأول: إن الإعلام في عصرنا بات كالنمرود يحيي ويميت, وأكثر من النمرود لأنه أيضا يستطيع أن يرسل الشمس من المغرب متى دعت الضرورة
والثاني: إن أدب الأمة وتراثها الحضاري من أهم ركائر النهضة, ولا نهضة لأية امة بدونهما.. لهذا أوجد أعداؤنا أدونيس وغير أدونيس,,
أستاذي الكريم
حياك الله وبارك بك وبغيرتك على اللغة
والأدب العربي
ولي عودة بإذن الله لمناقشة أستاذي في رأي ورد في أحد الردود
مودتي وتقديري