العلمُ هو الخشية
أبو عبدالرحمن الظاهري
قال مولانا الحق (إنما يخشى اللهَ من عباده العلماءُ)...
يا صاحب العِمامة والجبة: لاتكن نصيرًا للجبت والطاغوت، فهما فرعان من شجرةِ الاستبدادِ التي وَلّدت الفساد، فما نبتت شجرة الاستبداد إلا وأورقت الفساد، وما فسدَ قومٌ إلا بوجود جبتٍ وطاغوتٍ وقفا في طريق الناس كالرمح المعرّص يردان الناس عن الصراط المستقيم.
ياصاحب العِمامة والجبة: العلمُ علمان: علمٌ لله وهو الباقي، يرفع ذكرك عند ربك. والثاني: علمٌ جعلتَه خدمةً للباطل مازادك إلا مقتاً عند الله، ومازادك إلا خسارة ولو حملتَ منه الكراريس، فانظر لمن سبقك جعل علمه للدنيا وحظها -فخسف الله به وبداره-فاقتبس منه اعتبارًا فإنك تُخْرِب بيتك بيدك وبيد المؤمنين فاعتبر ياذا البصيرة فإنك معروضٌ لوحدك ,فلا تبع دينك بدنيا غيرك...
ياصاحب العِمامة والجبة: ليس العلم في معرفة الصواب في مسائل العلم - مختلفة الوجوه - والتي أودعها أصحاب الكتب في بطونها كقول القائل - "ليس الطيب إلّا المسكُ" بالرفع او بالنصب، فلكل قبيلة وجهٌ من هذا الخلاف ,لكن الذي ليس فيه الخلاف ان تكون ظهيرًا للمجرمين، وعونًا للكافرين على الموحدين ,وحربًا على المؤمنين..
يا سيدي: روينا عن سيدنا أبي قلابة، قال: «العلماء ثلاثة: رجل عاش بعلمه ولم يعش الناس معه، ورجل عاش الناس بعلمه ولم يعش هو فيه، ورجل عاش بعلمه وعاش الناس بعلمه».
فكن الثالث تسبق العلماء يوم القيامة برتوة..